الأبرياء

الابرياء
كان يوجد بالقرب من قريتنا الصغيرة عزبة تسمى ((حسين أباد)) و كانت صغيرة جدا كان بها مقام محبب جدا الى قلوب الناس و كان عبارة عن ساحة بدون اسوار
كان ضريح هذا المقام داخل غرفة و لا يحميه غير حائط و سقف الغرفة و مد سور حديدي حول ضريح المقام و الذي كان يمنع يد الزائرين ان تصل الى الضريح
كان المقام مكعب الشكل و فرش على الضريح قماش اخضر و عدد من اوراق الادعية و الكتابات الدينة و القليل من الاموال و العملات الصغيرة و لوازم الزينة مثل الاقراط و قد كانت كل هذه الاشياء قد رماها اصحاب النذور لتوفية نذورهم
كتب على حائط الغرفة بعض اقوال رجال الدين و جمل العظماء و حكم الحكماء و فرش صحن غرفة المقام بالحصير و الكليم
يجري خلف الضريح بحوالي 50 قدم ناحية الغرب قناة ماء تنبع من الجبال الشمالية للقرية و تسقي مزارع القرية
قبل ان تمد خطوط انابيب المياه للقرية لم تكن مياه المنازل ((خزانات المياه في المنازل)) تغير من العام الى العام و حتى تتعفن وكان اهالي القرية يخرجون لغسل ملابسهم و ادواتهم في مياه القناة و كان ذلك يحدث في ايام العطلات فكانوا يأخذون بساطهم وغذائهم و شاي العصاري و الخس و مخلوط العسل و الخل و السكر و يتجمعون معا و يذهبون للقرية و يضربون عصفورين بحجر واحد
الاول انهم يخرجون في نزهة جماعية بعيدا عن زحام المدن
الثاني يغسلون ملابسهم المتسخة و الثالث و الاهم انهم يقدمون زاد آخرتهم بزيارة الضريح
في ذات يوم من الايام تقريبا كان يوم الاثنين قررنا مع كبار عائلات بلدتنا ان نستأجر الدواب لنذهب في الصباح الى الزيارة في ((حسين آباد)) واستاجرنا الدواب ليلا و وزعنا الركوب و الاحمال كل على قدر حجمه و قدرته الجسدية وسلكنا طريقنا و عندما وصلنا الى وجهتنا كان قد مر من النهار ساعة او اثنين و كان الطقس ربيعي جميل كنا نتمنى ان تقضي فيه اوقاتنا حتى نهاية الصيف
نصب كبار العائلة طاولة الغداء و الشاي و تناولنا غذائنا وغسلت النساء الملابس و بدأنا نحن الاطفال نلعب و نلهو في الفضاء الواسع
و بعد مرور فترة من الوقت ذهبنا للزيارة وهنا بدأت المشكلة