H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 36 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 118997 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: الأسئلة المحتجزة في علاقة إيران بحماس الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 1:19 pm | |
| الأسئلة المحتجزة في علاقة إيران بحماس بقلم د. سمير غطاس إنه خلافا للنزاع الذي احتدم أخيرا بين بعض علماء المسلمين حول ما يسمي بمخاطر الاختراق والتمدد الشيعي في المجتمعات السنية, فإن الأمر ذاته يبدو ملتبسا الي حد بعيد في نموذج العلاقات الحميمة التي تربط بين إيران وحماس, حيث تتداخل وتختلط هنا وجهات النظر حول تقويم هذه العلاقة, خاصة في ظل ما هو سائد من خطاب دعائي يتعمد خلط الديني بالسياسي, ويحض علي تعاطي وادمان أوهام التبشير بديلا للدعوة الي إعمال العقل وتبصر الحقائق.
والحقيقة أن حركة فتح, وليس حماس, هي من كان أسس للعلاقة بين الفلسطينيين وإيران, وكان الزعيم الراحل عرفات ـ إبان لعبه علي التوازنات اللبنانية الداخلية ـ هو من أسهم مع الإمام الصدر المختطف في تأسيس حركة المحرومين أمل التي كانت أول حركة سياسية تمثل الشيعة في لبنان.
وكانت فتح هي أول من احتضن في معسكراتها تدريب الطلائع الأولي للثورة الإسلامية في إيران, وبعد انتصارها, توطدت العلاقة بين الخميني وأبوعمار, كما كان للشهيد أبوجهاد دور كبير في تأسيس حركة الجهاد الإسلامي مع الشهيد فتحي الشقاقي, وكانت حماس ناصبت حركة الجهاد العداء منذ تأسيسها أو ربما للآن, واتهمتها بالتشيع والخروج علي صحيح الإسلام والسنة وبتبعيتها للصفوين الشيعة في إيران. لكن هذه الأوضاع انقلبت الآن علي رأسها بعد أن توطدت العلاقة الجديدة بين إيران وحماس.
كانت إيران, كما هو معروف, قد شهدت أخيرا اندفاعة قوية من أجل استعادة نموذج الشاه بهلوي في الهيمنة علي الشرق الأوسط, جنبا الي جنب مع السعي لاستعادة نموذج الخميني لتغطية نزعة الهيمنة الإقليمية تحت عباءة التبشير بالثورة الإسلامية العالمية. وفي السياق نفسه, سعت إيران لكسب حلفاء جدد وتجنيد أدوات عربية من داخل الإقليم لدعم استراتيجيتها وتحقيق مصالحها القومية, ومن جهتها, كانت الولايات المتحدة قد تكفلت بإزالة التهديدات الخطيرة التي كانت تواجه إيران من جهة نظام طالبان في أفغانستان ومن جهة نظام صدام في العراق. ولكن برغم الفورة الإيرانية الراهنة, فإنها لم تنجح في إلحاق أي من الأنظمة أو الأحزاب العربية بمنظومة تحالفاتها وبقي هذا الأمر محصورا في المثلث الشيعي العربي المعروف: العراق وسوريا وحزب الله في لبنان. ولهذا تعتبر العلاقة الإيرانية مع حماس واحدة من أبرز وأهم الاختراقات الإيرانية الإقليمية.
لأن العلاقة مع حماس أدخلت إيران من بوابتها الي الشأن الفلسطيني بكل ما يمثله من ثقل مركزي ومعنوي وديني في العالم العربي, كما وضعت هذه العلاقة إيران في تماس مباشر مع إسرائيل ومصر, والأهم من ذلك أنها كشفت عن حقيقة المصالح المشتركة بين الإسلام الشيعي والسني الذي يتجاوز عن الخلافات المذهبية العتيدة بين آيات الله الشيعة وأئمة السنة.
وربما لهذا كله تبدو هذه العلاقة بحاجة ماسة الي دراسة متعمقة وموضوعية, وقد يكون من المفيد أن نقترح علي العقل العربي السياسي قائمة من عشرة أسئلة أو ملاحظات ذات صلة بعلاقة إيران وحماس وعلي النحو التالي:
1 ـ إن حركة حماس, بحكم المادة الثانية من ميثاقها هي فرع من فروع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين, ولذا يصعب علي حماس أن تتخذ ذاتيا وبمعزل عن قرار قيادة الاخوان خيار إقامة علاقة مع إيران, وهذا الأمر يفتح المجال أمام قائمة من الأسئلة التي تخص حقيقة العلاقة الناظمة بين تنظيم مثل الاخوان المسلمين يزعم تمثيله للاسلام السني وبين نظام ولاية الفقيه الشيعي في إيران.
2 ـ إن بعض كبار رجال الدين من أعلام السنة كانوا هم أول من رعي علاقة حماس بإيران وباركها, لأسباب سياسية بحتة قبل أن يعودوا الآن لاطلاق صرخات التحذير من الذئب الشيعي الذي ادخلوه الي حقل أهل السنة.
3 ـ ان حماس كانت تاريخيا, هي أول من هاجم بكل عنف علاقة فتح والجهاد بإيران قبل أن تصبح هي الحليف الأول لإيران في الأراضي الفلسطينية.
4 ـ إن علاقة إيران بحماس لا تتأسس لا علي أساس إسلامي ولا حتي علي أساس سياسي مشترك, وانما علي أسس المصلحة النفعية المتبادلة, ففيما تدعو إيران لرفض أي تسوية سياسية مع إسرائيل, فإن حماس تتبني علنا خيار هذه التسوية, وكان خالد مشعل قد حدد في اكثر من مناسبة, آخرها رسالته الخطية للرئيس الأمريكي السابق كارتر, الالتزام الذي كان الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس وزعيمها الروحي اعلنه بقبول نفس التسوية, التي طالب بها عرفات: دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس في حدود1967.
5 ـ ان علاقة إيران بحماس لا علاقة لها بما يسمي بمشروع المقاومة والممانعة, فهذه العلاقة تتوطد باطراد برغم أن حماس كانت أوقفت كل عملياتها العسكرية منذ مارس2005, وهي من بادر الي طلب اتفاق التهدئة مع إسرائيل في غزة من دون الضفة, وهي التي تحافظ عليه للآن, حتي إن الزهار صرح في8/13 بأن مطلقي الصواريخ علي إسرائيل هم عملاء ومتعاونون مع إسرائيل, وكان إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن في8/11 أنه مندهش للغاية من قدرة حماس علي وقف الصواريخ تماما وأنها حققت لإسرائيل نتائج تفوق في أهميتها ما كان يمكن أن تحققه عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة.
6 ـ إنه في ظل العلاقة المتميزة لإيران بحماس فإنها تسمح لبعض التنظيمات المحسوبة علي القاعدة مثل: جيش الإسلام وكتائب التوحيد والجهاد وجيش الأمة وكتائب صلاح الدين بالوجود والنمو في غزة, برغم موقف القاعدة المعروف من إيران, وهو ما يطرح مزيدا من الأسئلة عن الدور المنوط بهذه التنظيمات ضد دول عربية بعينها في المنطقة في ظل تفاهمات إيران وحماس.
7 ـ انه برغم رعاية إيران لكل من حزب الله في لبنان وحماس في غزة, فإنها لم تفلح في إيجاد تنسيق عملياتي بينهما, ولم تجرؤ حماس علي فتح جبهة ثانية في الجنوب عندما اشتعلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله في الشمال, وغاب هذا التنسيق حتي علي مستوي المفاوضات في موضوع تبادل الأسري.
8 ـ إن علاقة إيران بحماس استفزت واستنفرت علي نحو غير مسبوق العصبوية المذهبية في الأراضي الفلسطينية التي تشهد نموا مطردا للجماعات السلفية وأنصار السنة وحزب التحرير وغيرها.
9 ـ إن إيران من منطلق مصالحها القومية تعرقل الجهود العربية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني لإبقاء ورقة غزة بحوزتها.
10 ـ ويبقي الموقف الإسرائيلي من علاقة إيران بحماس محل دهشة وتساؤل, ففي الوقت الذي فرضت فيه إسرائيل علي الرئيس الراحل عرفات الإقامة الجبرية المشددة في مكتبة لأكثر من عامين ونصف العام, كانت إسرائيل نفسها تسمح لكل قادة حماس بمن فيهم الزهار وهنية وصيام بالسفر من غزة الي طهران, والعودة من هناك دون أن تمنعهم أو حتي تمس أيا منهم, وهذا الموقف يفتح الباب أمام المزيد من الأسئلة حول حقيقة علاقة اسرائيل بمشروع فصل وعزل قطاع غزة, تحت أمرة حماس, وتدخلها المباشر وغير المباشر لمنع إنهاء هذا الانقسام البغيض.
هذه الأسئلة والملاحظات العشر ربما تسهم أكثر في إضاءة الموقف من العلاقة بين إيران وحماس ووضعها في إطارها السياسي الصحيح كعلاقة بين دولة قومية كبيرة كإيران لها مصالحها وطموحاتها الإقليمية وبين أداة محلية عربية كحركة حماس يجري إلحاقها بهذا المشروع مقابل مصالح ومنافع متبادلة. | |
|