العلاج بالتحليل النفسى

استكمالا لحديثنا عن اسس العلاج النفسى سنعرص اليوم تفصيلا للعلاج بالتحليل النفسى
psychoanalytic therapy) )

اولا معنى التحليل النفسى:

التحليل النفسى عمليه علاجيه متخصصه ,شامله ,طويله الامد ,يتم فيها استكشاف المواد المكبوته فى اللاشعور من احداث وخبرات وذكريات مؤلمه ودوافع متصارعه وانفعالات عنيفه وصراعات شديده سببت المرض النفسى ,واستدراجها من اللاشعور الى حيز الشعور عن طريق التعبير اللفظى التلقائى الحر الطليق ,ومسانده المريض فى حلها فى ضوء الواقع وزياده استبصاره,وتحسين الفاعليه الشخصيه والنمو الشخصى,وهدفه النهائى هو احداث تغير اساسى صحى فى بناء الشخصيه.
الهدف من التحليل النفسى:
مساعده المريض فى تغيير اتجاهاته وتنميه بصيرته ,اذ يتضمن العلاج احداث تغير فى بنيه الانا عن طريق الاستبصار بخصوص المشاعر المكبوته والصراعات غير المحلوله ,واعاده التنظيم الانفعالى.

اجراءات التحليل النفسى:

1-قبل البدء فى اجراءات التحليل النفسى يجب ان يتأكد المعالج ,بعد عمليه الفحص ,ان المريض ومرضه يصلحان للتحليل النفسى .
2-يجب ان يكون المعالج نفسه مؤهلا وخبيرا بالتحليل ,ومن المستحسن ان يكون المعالج نفسه قد سبق تحليله نفسيا.
3-فى البدايه يعطى المريض بعض المعلومات الاساسيه عن عمليه التحليل ,مثل الجلسات ,الوقت,وسائل التحليل واهدافه ......الخ
اما عن الجلسات ففى العاده تستغرق الجلسه ساعه او (45)دقيقه من مره الى خمس مرات اسبوعيا
وقد يستغرق العلاج عاما او عامين او اكثر حسب الحاله ,وسبب طول الوقت الذى يستغرقه التحليل النفسى هو ان تصحيح اضطراب التركيب النفسى الذى ظل ثابتا طوال بضع سنوات لا يحتمل ان يتم بسرعه فى بعض جلسات .
4-وترتبط الصوره الكلاسيكيه للتحليل النفسى باستخدام( سرير التحليل)حيث يطلب من المريض ان يستلقى عليه ,وتبعد عنه المؤثرات الخارجيه ,ويطلب منه الاسترخاء التام ,ويجلس المعالج خلف المريض بعيدا عن انظاره حتى لايظل المريض يحملق فى المعالج وحتى لا يتأثر بتعبيرات وجهه ولكى يركز على مشاعره وعلى مابداخله دون تدخل اى عوامل تشتت انتباهه فضلا عن ان وضع الاستلقاء يبعث على الراحه ويقلل من التوتر وكان فرويد يصر على هذا الوضع اما غيره من المحللين مثل (كارين هورنى وهارى ستاك سوليفان )فهم اكثر مرونه فهم يرون ان انه ليس من الضرورى استخدام السرير وييحون التحليل وجها لوجه اذ يجلس المريض او يستلقى وهو فى مواجهه المحلل وهذا الوضع يقيد الذى يود قراءه ردود فعل المعالج لما يقوله ويقيد المعالج كذلك فى ملاحظه الملايض بطريقه افضل .
العلاقه العلاجيه الديناميه :
يركز التحليل النفسى على العلاقه الديناميه بين المريض والمعالج ويهتم التحليل
1- بمبدأ التقبل :اى تقبل المريض من المعالج لان العصابى يكون دائما فاقدا لهذا الشعور بالتقبل والمحبه وعندما يرى المريض انه مقبول من المعالج فانه يستطيع ان يتقبل نفسه.
2- يجب ان تكون اتجاهات المحلل متناسبه مع اتجاهات المريض:وان ينتبه المعالج لكل شيئ وألا يركز على شيئ دون الاخر ويجب ألا يوجه المعالج اى نقد للمريض وألا يتخذ دور الرقيب وان يمتنع عن اتخاذ موقف الناصح والموجه فيما يتعلق بسلوك المريض فى حياته الخاصه .
3- يجب ان يكون المعالج حياديا (شرط الحياديه):اى يكون المعالج محايدا فى علاقته بالمريض ويعامله بشكل يتقبله وان يهتم باجراء عمليه التحليل باقصى درجه ممكنه من المهاره وكلما اتسم المعالج بالذكاء وسرعه البديهه وروح الدعابه ساعده ذلك فى الاسراع بالعلاج.
اى ان دور المحلل يتلخص فى ان يكون بمثابه مرآه تعكس وبدقه ووضوح مايعرض عليها من دوافع واتجاهات ومشاعر المريض وان يجيد الاصغاء والملاحظه والفهم وبذلك يكون دوره حياديا.
زوزة

اساليب العلاج بالتحليل النفسى :

يقوم العلاج النفسى بوجه عام على فكره مؤداها ان الانا قام من قبل بمعاقبه وكبت دفعات الهو ذات الطبيعه الجنسيه او العدوانيه لتقليل التوتر ويحاول العلاج بالتحليل النفسى ان يتخلص من هذه الدفعات المكبوته ليساعد المريض على مواجهه صراعات الطفوله ويحلها فى ضوء الواقع الان (اى وهو راشد)
ويستخدم المحللون النفسيون عددا من الاساليب فى محاولاتهم التخلص من المكبوتات وربما اشهرها :

1-العلاج بالتنويم المغناطيسى Hypnotherapy

يعتبر التنويم المغناطيسى من الامور الغامضه فى عالمنا المعاصر ولم تكتشف بعد جميع اسرار هذا النوع من العلاج وقد اشار اليه (عكاشه) بانه:نوم صناعى يحدث عن طريق الاسترخاء الجسمى وتركيز اانتباه فى مجال ضيق من الاشياء بايحاء من المنوم ولا يحدث نتيجه مواد محدده .
وقد كان العلاج بالتنويم المغناطيسى معروفا عند قدماء المصريين وعند شعوب اخرى ويرجع استخدامه الى مسمر ويستخدم فى علاج اعراض التشنج الهستيرى حتى بدون معرفه اسباب هذا التشنج الا ان فرويد اكتشف فيما بعد ان التنويم المغناطيسى يزيل فقط الاعراض وانه مؤثر وقتى فالاعراض قد تعود ثانيه او تظهر فى شكل اخر ,مما جعله يتوقف عن استخدامه فى العلاج هذا بعد ان شارك (جوزيف بروير) فى علاج (Anna O) ,

2- التداعى الحر free association

يعتبر التداعى الحر او الطليق الاجراء الرئيسى فى عمليه التحليل النفسى للكشف عن المواد المكبوته فى اللاشعور فبعد ان يستلقى المريض على الاريكه ويصبح فى حاله من الاسترخاء يطلب منه المعالج ان يفصح عما يدور بخاطره من افكار وذكريات مهما كان نوعها دون محاوله من المعالج توجيه تسلسل افكاره وجهه معينه او نقدها .
ويجب على المعالج ان يكون يقظا منتبها لما يبدو على وجه المريض وسماته من انفعال او مايصدر من زلات اللسان او حركات غير عاديه مثل التلعثم او التاخر فى الكلام او التوقف المفاجئ فى تسلسل الافكار .
وقد يتدخل المحلل ليواجه اوليستفسر او ليشجع المريض من اجل الاسترسال فى تسلسل افكاره ولابد للمعالج فيما بعد من تفسير كل ذلك
هذا وتفيد عمليه التداعى الحر هذه ايضا فى عمليه التنفيس الانفعالى او تفريغ الشحنه النفسيه المكبوته عن المريض .

3- تحليل الاحلام Dream analysis

ترى نظريه التحليل النفسى انه اثناء النوم يكون الانا فى حاله استرخاء الامر الذى يسمح بدخول ماهو مكبوت الى وعى النائم ولكن هذه المكبوتات تعد مصدرا للتهديد فان الوعى (الشعور) لا يظهرها بشكلها الحقيقى بل تأخذ رموزا
وفى اجراء تحليل الاحلام يطلب المحلل من المريض ان يروى له اخر حلم دون تحرج ثم يسجل المحلل ماده الحلم كما يرويها المريض مع مايذكره من تعليق عليها او مايظهر عليه من افعال اثناء الروايه والتعليق .
وقد يلفت المحلل نظر المريض الى روابط خاصه من اجزاء مختلفه من الحلم او يسأله عما يثيره موف خاص او شخص معين من ذكريات عن نفسه .
ويستعين المحلل بالتداعى الحر والاسئله لاستجلاء غوامض الحلم ويستعين المحلل ايضا فى تفسير الحلم بالمريض نفسه اذ ان افكار المريض تمد المحلل بما يسد الفراغ الموجود بين المحتوى الظاهر والكامن للحلم واذا انتقل المريض من حلم الى اخر على المحلل ان يتركه يسترسل كما يشاء على ان يلاحظ العناصر المشتركه بين الاحلام المختلفه .
ويجب ان يكون التفسير كاملا وصحيا ومنطقيا حتى يقبله المريض حيث يفيد التفسير فى تفسير ادراك المريض للاشياء وفى معرفه المريض واتجاهاته تجاه نفسه وجعل المكبوتات اللاشعوريه شعوريه ممايخفف من حده الانفعالات والقلق وان يكون التفسير ضمن الشخصيه ككل وليس فى معزل عنا .وهكذا نرى ان تحليل الاحلام يعتبر وسيله مساعده فى عمليه التداعى حيث يتمكن المعالج من استعمال المواد التى وردت فى الحلم كوسيله لاستدعاء نقاط معينه توضح مختلف نواحى النشاط النفسى .
وعلى ايه حال يرى بعض المحللين انه يفضل تأجيل عمليه تحليل الاحلام الى ان يحصل المعالج على قدر كاف من المعلومات عن مشكلات المريض وصراعاته .
للحديث بقيه..........

تابع اساليب العلاج بالتحليل النفسى

4-تفسير الميكانيزمات الدفاعيه او تفسير المقاومه Analysis of Defenses or Resistance

الميكانزمات الدفاعيه هى الادوات اللاشعوريه فى الاناوالتى تستخدم لمواجهه القلق فالشخص الذى يعنى من مشاكل مع زميله قد ينظر من الشباك او يغير الموضوع اذا ماتطرق المعالج لعلاقته بزميله اثناء الجلسه العلاجيه وهنا يحاول المعالج ان يفسر للمريض هذا السلوك مشيرا لطبيعه الميكانزم الدفاعى المستخدم على امل حث المريض للاعتراف بانه فعل هذا حتى لايتحدث فى الموضوع
وقد يحقق المريض من المقاومه مكاسب ثانويه رغبه فى المعاناه والبقاء مريضا رغبه فى تحطيم الذات وقد تكون المقومه على اشدها عندما تكون المواد المكبوته بغيضه او مخيفه اومجرمه او مخجله كما هو الحال فى الخبرات الجنسيه والعدوان ضد الوالدين او غيرهم .
وقد تأخذ المقاومه اشكالا متعدده منها :البطء ,التوقف عن الكلام ,التأخر عن حضور الجلسات ,تناسى المواعيد او الاعتذار عنها ,انخفاض الصوت ,عدم الاصغاء للمعالج ,التلعثم ,الحديث فى موضوع واحد او اعداد مايريد ان يقوله فى شكل مذكرات حرصا على عدم ذكر اشياء معينه لا يريد الافصاح عنها ,ظهور علامات القلق مثل اللعب فى الملابس واجزاء الجسم ,الميل الى النوم ,النسيان ,الانكار والتبرير ............الخ
وعندما يحاول المحلل النفسى ان يفسر للمريض هذه السلوكيات والتى تعد من ميكانزما دفاعيا لمقاومه الحديث والعلاج نجد ان المريض قد يبذل جهودا لاشعوريه لمقاومه تحليل المقاومه لانه قد يعتبر ان قيام المحلل بتفسير تلك المقاومه بمثابه هجوم شخصى عليه فيزيد قلقه وتزيد مقاومته وهنا على المحلل ان يبذل قصارى جهده للتغلب على هذه المقاومه هادفا تحقيق تعاون المريض حتى يسير التحليل نحو تحقيق اهدافه العلاجيه .

5- التنفيس الانفعالى Cathersis

او مايعرف بالتفريغ او التطهير وفيه يحث المريض ان يتذكر الخبرات الشخصيه الماضيه واسترجاع الذكريت والصراعات اللاشعوريه بمصاحباتها الانفعاليه التى لم يعبر عنها المريض اثناء الصدمه تعيرا كافيا (وفاه شخص عزيز ) مما ادى الى الكبت وتكوين العصاب وقد اكد فرويد على ان اعراض العصاب تختفى تلقائيا نتيجه التنفيس الانفعالى والذى يحدث خلاله استرجاع محتويات اللاشعور الى حيز الشعور والتعبير عنها لفظيا وانفعاليا لهذا فهى عمليه علاجيه هامه .

6- التحويل (الطرح) Transference

اى ان يطرح المريض مشاعر الحب او الكراهيه على المعالج الذى يعد رمزا لشخص اخر هو المقصود بتلك المشاعر وللطرح انواع ثلاثه
1-طرح ايجابى :
اى ان يظهر المريض مشاعر حب واعجاب تجاه المعالج ويحاول استبدال العلاقه العلاجيه بعلاقه حب ويمكن للمعالج ان يستفيد من هذا الطرح فى التغلب على المقاومه التى تطرأ على المريض وقد يحدث اختفاء الاعراض المرضيه وظهور علامات الصحه النفسيه نظرا للتخلص من اللق .
2- طرح سلبى :
حيث يصاحب الطرح مشاعر كراهيه وحقد وعداء ويكون مصدرا للمقاومه وعدم التعاون وعدم الاهتمام بالعلاج ومحاوله انهائه
3-طرح مختلط :
حيث يجمع المريض بين مشاعر متناقضه (الحب والكراهيه ) نحو المعالج مثل ما يكنه الطفل لوالديه .
وقد يحدث طرح مضاد من جانب المحلل وهى ظاهره غير مرغوب فيها وترجع الى العناصر المكبوته غير المحلله فى لاشعور المحلل نفسه وهذه مشكله كبيره دون شك ولذلك يجب ان يحرص المعالج ويحول تماما دون حدوث هذا الطرح المضاد ويكون قادرا على ضبط انفعالاته .
وينبغى ان يبدأ تحليل التحويل منذ بدايه العلاج ويستمر حتى نهايته كلما استطاع المحلل ذلك ويرى فرويد ان عمليتى المقاومه والتحويل اهم مايميز التحليل النفسى عن غيره من طرق العلاج .
للموضوع بقيه .........

مشكورة يا دكتور رانسى ع المجهود المميز دائماً

استخدامات التحليل النفسى :

اثبتت التطبيقات العمليه للتحليل النفسى انه يفيد فى علاج حالات الهستريا والمخاوف المرضيه والقلق والوساوس القهريه والاكتئاب والادمان والانحرافات الجنسيه .
بينما لايفيد فى علاج الامراض العقليه الحاده والسيكوباتيه وحالات التأخر العقلى وحالات الاطفال تحت سن المراهقه او المسنين
بينما يستخدم مع المرضى الذين تتراوح اعمارهم بين 20-40 سنه ويوسع البعض المدى ليشمل الاعمار بين 15-45 سنه .

مزايا التحليل النفسى :

1- يهتم التحليل النفسى بعلاج اسباب المرض وليس اعراضه فحسب .
2- يتناول الجوانب اللاشعوريه الى جانب النواحى الشعوريه.
3- يكشف عن العناصر اللاشعوريه الثائره ممايسهل ضبطها وتصحيحها.
4- يحرر الفرد من دوافعه الدفينه وخوفه من جهله بتحقيقها .
5- يؤدى الى اعلان الدوافع المكبوته واستثمار طاقتها التى كانت معتقله.
6- يعود بالشخصيه المفككه الى حاله من التكامل والنضج والقدره على مواجهه وتحمل الشدائد والاستمتاع بالحياة.

عيوب التحليل النفسى :

1-انه عمليه طويله المدى.
2-انه مكلف (الوقت والجهد والمال ) فالتحليل الكامل قد يستغرق من عامين الى اربعه اعوام بمعدل 3-5 جلسات اسبوعيا ويتم التحليل فى حوالى من 200-600 ساعه ,ولذلك فهو مقصور على عدد محدد من المرضى.
3- قد تكون نتائجه غير مشجعه.
4- هناك خلافات نظريه ومنهجيه فى طريقه التحليل النفسى الكلاسيكى (وفقا لفرويد)وبين طرق التحليل النفسى الحديث (الفرويديين الجدد).
5-يحتاج الى خبره واسعه وتدريب عملى طويل قد لايتوافر الا لعدد من المعالجين .
6- يغزو شخصيه المريض ويتدخل فى كيانها لتعديلها ,ويقتحم اسرارها ومكنوناتها ,وينافى المبادئ الاخلاقيه.
7- ينطوى على بعض الافكار الفلسفيه ومن ذلك فكره الانا ,اللاشعور ,الليبدو وعقده اوديب والكترا....

كويس بدانا شغل و اسسنا شبكة المركز قبل المركز

ميرسي ياقمر ع المعلومات القيمة دي

» اسس العلاج النفسى
» العلاج الوظيفى باستخدام الصلصال
» الوقاية خيرا من العلاج