الجاسوس اليهودي إلياهو كوهين

ولد إلياهو بن شاؤول كوهين فى الاسكندرية التى هاجر اليها أحد أجداده سنة 1924 و هو يهودى من أصل سورى حلبى ، بدت عليه ملامح العصبية الصهيونية منذ نعومة أظفاره ، ألتحق بمنظمة الشباب الصهيونى فى الاسكندرية عام 1944 ، هاجرت أسرته لإسرائيل ، و لكنه ظل ماكثاً فى الاسكندرية حيث عمل تحت قيادة إبراهام دار –من أكبر الجواسيس الاسرائيلين – و اتخذ الجاسوس اسم (جون دارلينج )، كما شكل شبكة للمخابرات الاسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأمريكية فى القاهرة و الاسكندرية بهدف إثارة القلاقل بين مصر و الولايات المتحدة الامريكية ، و تم القبض عليه عام 1954 و لكنه تمكن من إقناع المحققين ببرائته و خرج من مصر عام 1955 ، ألتحق بالوحدة رقم 131 بجهاز أمان لمخابرات جيش الدفاع الاسرائيلى ثم أعيد إلى مصر و لكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية ، تم إعتقاله مع بدء العدوان الثلاثى فى أكتوبر 1956، و بعد الافراج عنه هاجر الى إسرائيل عام 1957 و ظل بعيداً عن مجال الجاسوسية حتى استقتطبته المخابرات الاسرائيلية لما توسمته فيه من حنكة الجاسوية و مكرها ، و تم تغيير اسمه ليصبح كامل أمين ثابت ، كما درب على كيفية استخدام أجهزة للارسال و الاستقبال و الكتابة بالحبر السرى ، كما تعلم مبادىء الدين الاسلامى

فى عام 1961 سافر للأرجنتين و تعلم هناك الأبانية ، صار رجل اعمال ناجح و له وضع مميز هناك ، و علاقة وطيدة بالملحق العسكرى بالسفارة السورية ، العقيد أمين الحافظ

فى عام 1962 عاد الى دمشق حاملاً معه آلات دقيقة للتجسس و ظل يرسل رسائله التجسسية على مدى ما يقرب من 3 سنوات بمعدل رسالتين على الأقل اسبوعياً

فى عام 1964 زود قادته بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية فى منطقة القنيطرة ، و كذلك تفاصيل الخطة السورية التى أعدت بمعرفة الخبراء الروس لإجتياح الجزء الشمالى من إسرائيل فى حالة نشوب الحرب و إزداد نجاح كوهين خاصة مع إغداق الاموال على حزب البعث فتجمعت حوله السلطة و اقترب من أن يرشح رئيساً للحزب أو الوزراء

فى عام 1965 تم القبض عليه و حكم عليه بالاعدام ، تواترت القصص حول هذا الجاسوس فمنهم من يقول أن دخوله لسوريا لم يكن بهدف التجسس و إنما للبحث عن مساعد الضابط الانجليزى أنجمان ، و منهم من يقول أن للمخابرات المصرية علاقة بكشف هذا الجاسوس كما يزعم البعض بأن السفارة الهندية بدمشق تقدمت بشكوى من أن الوقت الذى بث فيه لا سلكياً ، يتعرض للتشويش فتمت محاصرة المنطقة و فاجأت المخابرات السورية كوهين فى شقته ، و لاقى نهايته معدوماً فى بلد أجداده سوريا و بهذا أسدل الستار على أحد الخونة و لكن خلف الستار مازال مختبىء الكثيرون الذين تلدهم الأرض كل يوم

مروحة

» من هو الجاسوس؟