ولادة زوس -من الاساطير اليونانية

لم يكن كرونوس واثقاً أن السلطة ستبقى في يديه الى الابد ،فكان يخاف أن يتمرد عليه هو أيضاً أبناؤه فيفعلوا به ما فعل بوالده أورانوس ،و لذا فقد أوعز لزوجته رييا بأن تحضر له ما تلده من أولاد و راح يبتلعهم دون رحمة ،و قد هال رييا أن ترى مصير أطفالها ،فقد ابتلع كرونوس خمسة منهم هستيا ،ديمترا ،هيرا ،هاس و يوزيدون ،و لم تكن رييا ترغب في فقدان ولدها الأخير ،فرحلت بناء على نصيحة والديها السماء (أورانوس)و الارض (غايا)الى جزيرة كريت ،و هناك في المغارة العميقة أنجبت زوس ،و في هذه المغارة أخفته عن أبيه الظالم و قدمت لكرونوس حجراً طويلاص ملفوفاً بالاقمطة ،فابتلعهظناً منه أنه ابنه ،و في هذه الاثناء كان زوس ينمو و يترعرع في كريت ،كانت الحوريتان إيدا و أدارسيتا تسهران على زوس الصغير ،و قد أرضعتاه من حليب العنزة الإلهية ،و كان النحل يجلب العسل لزوس من سفوح جبل ديكتا العالي ،و في كل مرة كان يبكي فيها زوس الصغير كان الكوريت (الشباب)الذين يحرسون المغارة يقرعون التروس بالسيوف كي لا يسمع بكاؤه كرونوس فيصيب زوس ما أصاب اخوته و اخواته .

زوس يلتقي كرونوس ،صراع آلهة الأولمب مع المردة :شب زوس و أصبح رجلاً ،و قد تمرد على أبيه و أجبره أن يعيد ما ابتلع من أولاده و راح كرونوس يخرج أولاده الآلهة من فمه الواحد تلو الآخر ،و بدأوا الحرب ضد كرونوس و المردة من أجل السيطرة على العالم .

كان هذا الصراع فظيعاً و عنيداً ،و قد ثبت أبناء كرنوس أقدامهم على الأولمب العالي و انضم الى جانبهم بعض المردة ،و في طليعتهم المارد (أوقيانوس)و ابنته ستيكس مع اولادها زيلوس الحماسة ،نيكة النصر و بيا القوة ،كان هذا الصراع خطيراً بالنسبة لآلهة الأولمب ،فقد كان خصومهم أقوياء و رهيبين ،لكن السيكلوبات جاءت لنجدة زوس ،و قد صنعت له الرعود و البروق ،التي رمى بها زوس المردة ،استمر الصراع عشر سنوات ،لكن لم ترجح كفة هؤلاء و لا كفة أولئك أخيراً حزم زوس أمره ،و أطلق من جوف الأرض الهيكا توشير العمالقة ذوي الايدي المئة و استنجد بهم ،و قد خرجوا بحجومهم الهائلة ،كما الجبال ،من جوف الارض ،و انخرطوا في المعركة ،كانوا ينتزعون الصخور الهائلة من السلاسل الجبلية ،و يقذفون بها المردة ،كانت الصخور تسقط بالمئات للقاء المردة ،و هم يقتربون من الأولمب ،كانت الارض تئن ،و كان الهدير يملأ الجو ،و كان كل شيء يهتز من حولك ،حتى التارتار (الجحيم )اهتز من هذا الصراع ،و راح زوس يقذف الصواعق النارية الواحدة تلو الأخرى و الرعود ،ذات الهزيم الذي يصم الآذان ،و عمت ألسنة اللهب الأرض كلها ،و راحت البحار تغلي و غلف الدخان و النتانة كل شيء بغشاوة كثيفة ،أخيراً تقهقر المردة ،و غلبوا على أمرهم و اندحروا و قد قيدهم الأولمبيون و ألقوا بهم في التارتار في الظلمة السرمدية ،و لدى بوابة التارتار النحاسية التي لاسبيل الى تدميرها يقف الهيكاتوشير ذوو الأيدي المئة ،لكي لا يجد المردة الجبابرة سبيلاً إلى الخروج من التارتار .

مروحة

» الاساطير اليونانية و الرومانية pdf
» معرض صور الحضارة اليونانية القديمة
» جورج جيمس..التراث المسروق..الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة للتحميل pdf