فاشل فاشل و لو جابلوه أينشتاين برضه فاشل
عبارة قالها أحد عميد أحد كليات جامعة الأزهر عن حال ووضع التعليم الأزهري و الحكومي الأساسي و العالي في مصر أثنا حضوره مؤتمر لعمداء كليات جامعة الأزهر لبحث أوضاع و أحوال الأستاذ الجامعي فهم معترضون على قلة دخل الأستاذ الجامعي و يعقدون المؤتمرات لحل هذه المشكلة
يا سيدي الدكتور يا من تصف نظام التعليم في مصر بانه فاشل معك حق فهو بالفعل فاشل و غير مؤدي للأهداف المطلوبة ولم يصل للدرجة المطلوبة انت محق في ذلك
لكن
من السبب هل السبب هو الطلبة و الطالبات أم الحكومة أم أنت وزملائك من أساتذة الجامعات و قبلكم أساتذة المدارس بدءا من المرحلة الأبتدائية مرورا بالاعدادية وصولا للثانوية
هل تجب من السبب؟
أنا متأكد أنك لا تستطيع أن تنكر انكم السبب في ذلك الأمر فكون نظام التعليم فاشل فذلك لا يعود و لا يرجع سببه على الطالب انما على الاساتذة المستمرون و الدائمون في مناصبهم و وظائفهم مادامت أعمارهم على الرغم من تقصيرهم في حقوق الطلبة فإذا كان السبب في تأخر نظام التعليم هو الطالب لكن الوضع قد تغير بمجرد تخرج جيل أو اثنين أو ثلاثة أو أربع و بمجرد وجود أجيال جديدة و نشأ جديد لكن أجيال الطلبة تتغير و مازال نفس العيب موجود إذا فالسبب واضح كالشمس للجميع وهو أن سبب تأخر نظام التعليم في مصر سببه أنتم يا أساتذة المدارس و الجامعات وقد اعترفت سيادتك بذلك دون أن تدري عندما قلت (( ولو جابلوا اينشتاين برضه فاشل)) مما يدل على مدى اقتناعك بان الخطأ ممن يديرون العملية التعليمية و ليس ممن يتعلمون.
لي سؤال لك أيها العميد أيهما أهم و أجدر أن تتم له المؤتمرات هو حال المدرس الجامعي المادي ودخله الذي لا يكفيه قوت شهره على حد تعبيركم أم حال التعليم المتدهور و بحث سبل انقاذ أجيال و أجيال و مستقبل دولة من أكبر الدول العربية. لا تتذمر
حسنا سأترك هذا الحديث البغيض جانبا و لن أتحدث فيه لكن فلتجب على سؤالا آخر و هو إن كنتم أنتم يا صفوة المجتمع الصفوة الفكرية و العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية تتحدثون عن رواتبكم التي لا تكفيكم و لا تؤمن مستقبلكم و لكم من الرواتب مالكم و لكم من مصادر دخل أخرى من كتب جامعية و كتب أخرى تؤلفونها و غيرها ما لكم و تعقدون المؤتمرات لتتباحثوا قلة دخلكم فماذا يفعل الموظف الحكومي الصغير الذي تزيد مدة خدمته في الهيئات الحكومية عن عشر أو أحد عشر عاما و لا يتعدى راتبه بعد ساعات عمل تزيد عن اثنى عشرة ساعة يوميا طوال الشهر عن ثلاثمئة أوقل أربعمئة فلتقل خمسمائة جنيها فهذا هو الذي يتجاوز عمره الأربعون و لا يستطيع أن ينشئ أسرة له و إن تمكن من ذلك فلا يستطيع توفير لأولاده نصف احتياجاتهم الأساسية
ماذا يفعل هذا الموظف الصغير الذي لا دخل له غير راتبه؟ هذا هو السؤال.
و في الختام حسبنا الله ونعم الوكيل