لا شكّ أنّ الوقوف على المعنى اللغويّ للصّلاة يكشف مدى ارتباطه بالمفهوم الاصطلاحيّ، كما أنّ بيان الحُكْم الشرعيّ لها يظهر من خلاله منزلتها ومكانتها بين العبادات الأخرى.
الصّلاة في اللغة: أصلها الصّاد واللام والحرف المعتل، وتدلّ على معنيين؛ الأوّل: الاكتواء بالنّار وما شابهها من الحُمى، فيُقال مثلاً: صلى فلانُ العودَ بالنّار، والصِّلاء هو ما تُشعلُ به النّار وتوقد، والثّاني: جنس من العبادات، وهو الدّعاء، ومنه قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعامٍ فلْيُجِبْ، فإن كان مفطراً فلْيأكلْ، وإنْ كان صائماً فلْيُصَلِّ)،[١١] والمُراد بقول: إن كان صائماً فليُصَلِّ؛ أي: فليقم بالدّعاء لمن دعاه لتناول الطعام.[١٢]
الصّلاة في الاصطلاح الشرعيّ: هي عبادة فرضها الله --سبحانه وتعالى- على المسلمين، حيث يؤدّيها العبد المكلّف بأقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ مُحدَّدةٍ بشكلٍ منضبطٍ، وتُفتَتَح بالتّكبير، وتُختَتَم بالتسّليم، وسُمِّيت بالصّلاة لأنّها تشتمل على الدّعاء والإخبات إلى الله؛ إذ إنّ الصّلاة في حقيقتها وأصل معناها هي اسم لكلّ دعاء.[١٣]