ranse أحلى بنوتة فى المنتدى
عدد الرسائل : 1629 العمر : 36 الموقع : https://shere26queen.own0.com/forum العمل/الترفيه : رئيسه جمهوريه نفسى النوع : 0 نقاط : 125403 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 25/07/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: لو لم يتبقى لنا سوى لحظه واحده فى العالم فلنجعلها اذن اسعد اللحظات ..فربما تضيع آمالنا ..وربما تتحطم احلامنا ..لكننا سنجد غيرها!!!!!! نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: المنهج الوصفي الأحد أكتوبر 20, 2013 2:10 pm | |
| البحوث الوصفية Descriptive research
المقـــدمة: يحظى المنهج الوصفي بمكانة خاصة في مجال البحوث التربوية، حيث أن نسبة كبيرة من الدراسات التربوية المنشورة هي وصفية في طبيعتها، وان المنهج الوصفي يلائم العديد من المشكلات التربوية أكثر من غيره. فالدراسات التي تعنى بتقييم الاتجاهات، أو تسعى للوقوف على وجهات النظر، أو تهدف إلى جمع البيانات الديموغرافية عن الأفراد، أو ترمي إلى التعرف على ظروف العمل ووسائله، كلها أمور يحسن معالجتها من خلال المنهج الوصفي. والمنهج الوصفي ليس سهلاً، كما قد يبدو، فهو يتطلب أكثر من مجرد عملية وصف الوضع القائم للأشياء. إنه ككل مناهج البحث الأخرى يتطلب اختيار أدوات البحث المناسبة والتأكد من صلاحيتها، وكذلك الحرص في اختيار العينة والدقة في تحليل البيانات والخروج منها بالاستنتاجات المناسبة. ومع ذلك فإن للمنهج الوصفي عدداً من المشكلات الخاصة به دون سواه. فدراسات تقرير الحالة التي تلجأ إلى إستخدام الاستبيانات أو المقابلات كوسائل لجمع البيانات تعاني من نقص في الاستجابة لها. فالكثير من الاستبيانات المرسلة للأفراد قد لا تعود لسبب أو لأخر. كما أن الأشخاص الذين يطلبون للمقابلة قد لا يفون بالتزاماتهم، وبذلك يفقد الباحث الكثير من البيانات التي يمكن أن تأتي منهم، الأمر الذي يحتمل أن يؤثر على مصداقية النتائج.
هدف المنهج الوصفي: تهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظواهر أو أحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع. وتشمل البحوث الوصفية أنواعاً فرعية متعددة تشمل الدراسات المسحية ودراسات الحالة ودراسات النمو أو الدراسات التطويرية. وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، وتهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الأشياء والظواهر التي يتناولها البحث وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم. وهذه البحوث تسمى بالبحوث الوصفية المعيارية أو التقويمية Normative or Evaluative Research، ويستخدم لجميع البيانات والمعلومات في أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة، المقابلة، الاختبارات، الاستفتاءات، المقاييس المتدرجة. ويسهل فهم طبيعة البحوث الوصفية إذا حصل الفرد أولاً على بعض المعلومات عن خطوات البحث المختلفة، والطرق المتباينة المستخدمة في جمع البيانات والتعبير عنها، والأنواع العامة التي يمكن أن تصنف تحتها الدراسات. لا يقدم الباحثون في الدراسات الوصفية مجرد اعتقادات خاصة، أو بيانات مستمدة من ملاحظات عرضية أو سطحية. ولكن كما هو الحال في أي بحث يقومون بعناية بـ (1) فحص الموقف المشكل، و (2) تحديد مشكلتهم ووضع فروضهم، و (3) تسجيل الافتراضات التي بنيت عليها فروضهم وإجراءاتهم، و(4) اختيار المفحوصين المناسبين والمواد المصدرية الملائمة، و (5) اختيار أساليب جمع البيانات أو أعدادها، و (6) وضع قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض، وملاءمة الغرض من الدراسة، والقدرة على إبراز أوجه التشابه أو الاختلاف أو العلاقات ذات المغزى، و (7) تقنين أساليب جمع البيانات، و (8) القيام بملاحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق، و (9) وصف نتائجهم وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة. ويسعى الباحثون إلى أكثر من مجرد الوصف فهم ليسوا - أو ينبغي ألا يكونوا - مجرد مبوبين أو مجدولين. يجمع الباحثون الأكفاء الأدلة على أساس فرض أو نظرية ما، ويقومون بتبويب البيانات وتلخيصها بعناية، ثم يحللونها بعمق، في محاولة لاستخلاص تعميمات ذات مغزى تؤدي إلى تقدم المعرفة.
خصائص الأسلوب الوصفي في البحث ومرتكزاته: يتميز الأسلوب الوصفي بعدد من الخصائص تتمثل فيما يلي: • أنه يقدم معلومات وحقائق عن واقع الظاهرة الحالية. • يوضح العلاقة بين الظواهر المختلفة والعلاقة في الظاهرة نفسها. • يساعد في التنبؤ بمستقبل الظاهرة نفسها.
ويرى الباحثون أن البحوث الوصفية ترتكز على خمسة أسس رئيسة تتمثل في الآتي:
• أنه يمكن الاستعانة بمختلف الأدوات المستخدمة للحصول على البيانات بشكل دقيق وواضح كاستخدام الملاحظة والمقابلة والاستبانة وتحليل الوثائق والسجلات، بصورة منفردة أو من خلال استخدام أدوات أخرى مرافقة. • تهدف البحوث الوصفية أساساً إلى وصف وتحديد كمي لخصائص الظواهر موضوع البحث، فإنه لا بد من أن يكون هناك اختلاف في مستوى عمل تلك الدراسات. بينما يسعى البعض منها إلى مجرد وصف الظاهرة وصفاً كمياً أو كيفياً دون دراسة الأسباب التي أدت إلى ظهور المشكلة أو الظاهرة موضوع البحث. • تعتمد الدراسات الوصفية على اختيار عينات ممثلة للمجتمع الذي تؤخذ منه، وذلك توفيراً للجهد والوقت ولغيرها من تكاليف البحث. • لا بد من اصطناع التجريد خلال البحوث الوصفية حتى يمكن تمييز سمات الظاهرة موضوع البحث وخصائصها، خاصة وأن الظواهر في مجال العلوم الاجتماعية تتسم بالتداخل والتعقيد الشديدين. • ولما كان التعميم مطلباً ضرورياً للدراسات الوصفية حتى يمكن من خلاله استخلاص أحكام تصدق على مختلف الفئات المكونة للظاهرة موضوع البحث، فإنه لا بد من تصنيف الأشياء أو الوقائع أو الظواهر على أساس معيار محدد.
خطوات الأسلوب الوصفي في البحث: يسير الأسلوب الوصفي باعتباره أحد أساليب البحث العلمي وفق الخطوات الرئيسة للبحث العلمي من الشعور بمشكلة، وتحديدها، وضع فروض أو مجموعة فروض كحلول ميدانية لمشكلة البحث، وضع الافتراضات أو المسلمات التي سوف يبنى الباحث عليها دراساته، اختيار العينة التي ستجرى عليها الدراسة، اختيار أدوات البحث، جمع البيانات والمعلومات المطلوبة بطريقة دقيقة منظمة وواضحة، الوصول إلى النتائج وتحليلها، صياغة توصيات البحث.
أنماط الدراسات الوصفية:
لا يوجد اتفاق بين الكتاب حول كيفية تصنيف الدراسات الوصفية، وبالرغم من عدم اتفاق الباحثين على أشكال ونماذج محددة للدراسات الوصفية، إلا أنه يمكن تحديد بعض الأنماط التالية للدراسات الوصفية.
أولاً: الدراسات المسحية:
يتضمن البحث المسحي جمع بيانات لاختبار فروض معينة أو الإجابة على أسئلة تتعلق بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة، إذ تحدد الدراسة المسحية الوضع الحالي للأمور. وقد يبدو البحث المسحي بسيطاً جداً، إلا أنه في واقع الأمر أكثر من مجرد توجيه بعض الأسئلة أو تحديد الإجابات عليها. إذ نظراً لأن الباحث كثيراً ما يستخدم أدوات لم يسبق استخدامها فعليه أن يبني الأدوات التي تصلح لبحثه، وهذه تتطلب وقتاً ومهارة. وهناك مشكلة أساسية تؤدي إلى تعقيد البحث المسحي، وربما إضعافه، وهو نقص ردود أفراد العينة، أي عدم قيام الأفراد بإرجاع الاستبيانات أو الذهاب إلى المقابلات المحددة.وإذا كان معدل الردود منخفضاً، فإنه لا يمكن الخروج بنتائج صادقة من البحث. كثيراً ما يقوم أناس من ميادين كثيرة بدراسات مسحية، عندما يحاولون حل المشكلات التي تواجههم، فيجمعون أوصافاً مفصلة عن الظاهرات الموجودة بقصد استخدام البيانات لتبرير الأوضاع أو الممارسات الراهنة، أو لوضع خطط أكثر ذكاء لتحسين الأوضاع والعمليات الاجتماعية أو الاقتصادية أو التربوية. وتشمل الدراسات المسحية أنماطاً مختلفة مثل:
(1) المسح المدرسي: ويتعلق بدراسة المشكلات المتعلقة بالميدان التربوي بأبعاده المختلفة، مثل: المعلمون، والطلبة، ووسائل التعليم، وأهداف التربية، والمناهج الدراسية... وغيرها.
(2) المسح الاجتماعي: ويتعلق بدراسة الظاهر والأحداث الاجتماعية التي يمكن جمع بيانات رقمية (كمية) عنها، ويمثل هذا النوع من الدراسات وسيلة ناجحة في قياس أو إحصاء الواقع الحالي من أجل وضع الخطط التطورية في المستقبل.
(3) دراسات الرأي العام: وتتعلق بتعبير الجماعة عن آرائها ومشاعرها وأفكارها ومعتقداتها نحو موضوع معين في وقت معين.
(4) تحليل العمل: ويتعلق بدراسة المعلومات والمسؤوليات المرتبطة بعمل معين، بحيث يقدم وصفاً شاملاً عن الواجبات والمسؤوليات والمهام المرتبطة بهذا العمل.
(5) تحليل المضمون: ويبحث في اتجاهات الجماعات والأفراد بطريقة غير مباشرة من خلال كتاباتها وصحفها وآدابها وفنونها وأقوالها وملابسها وعمارتها والوثائق المرتبطة بموضوع البحث.
ثانياً: دراسات العلاقات المتبادلة:
لا يقنع بعض الباحثين الوصفيين بمجرد الحصول على أوصاف دقيقة للظاهرات السطحية. فهم لا يجمعون فقط معلومات عن الوضع القائم ولكن يسعون أيضاً إلى تعقب العلاقات بين الحقائق التي حصلوا عليها، بغية الوصول إلى بعد أعمق بالظاهرات. تهتم هذه الدراسات بدراسة العلاقات بين الظواهر وتحليل الظواهر والتعمق بها لمعرفة الارتباطات الداخلية في هذه الظواهر والارتباطات الخارجية بينها وبين الظواهر الأخرى. وسوف نناقش فيما يلي ثلاثة أنماط من هذه الدراسات: دراسات الحالة، الدراسات السببية المقارنة، والدراسات الارتباطية. (1) دراسة الحالة: برزت أهمية دراسة الحالة في ميادين الخدمة الاجتماعية والعلاج النفسي والإدارة والاقتصاد وغيرها من العلوم. واحتلت مكاناً بارزاً بين وسائل جمع البيانات. ولعل السبب في ذلك أنها تعتبر أقدم الوسائل التي استخدمت لوصف وتفسير الخبرات الشخصية والسلوك الاجتماعي للفرد. وتمثل دراسة الحالة نوعاً من البحث المتعمق عن العوامل المعقدة التي تسهم في فردية وحدة اجتماعية ما، فعن طريق استخدام عدد من أدوات البحث تجمع البيانات الملائمة عن الوضع القائم للوحدة وخبراتها الماضية وعلاقاتها مع البيئة. وطبيعة دراسات الحالة هو أن يدرس الأخصائيون الاجتماعيون والموجهون النفسيون عادة شخصية فرد ما، بقصد تشخيص حالة معينة وتقديم توصيات بالإجراءات العلاجية. قد تأتي بيانات دراسة الحالة من مصادر متعددة، فقد يحصل الباحث على شهادة شخصية من المفحوصين، بأن يطلب منهم في مقابلات أو استمارات استرجاع خبرات سابقة متنوعة.
• تعريف دراسة الحالة: هناك تعريفات عديدة لدراسة الحالة، خاصة وأن عدداً من الباحثين يشير إلى أن دراسة الحالة منهج في البحث الاجتماعي يمكن عن طريقة جمع البيانات ودراستها بحيث نستطيع أن نرسم من خلالها صورة كلية لوحدة معينة في العلاقات والأوضاع الثقافية المتنوعة، كما تعتبر في الوقت نفسه تحليلاً دقيقاً للموقف العام للفرد. ويمكن تعريف دراسة الحالة (أو تاريخ الحالة كما يسميها بعض الباحثين) على أنه: أداة قيمة تكشف لنا وقائع حياة شخص معين منذ ميلاده وحتى الوقت الحالي. وتهدف دراسة الحالة إلى إلقاء الضوء على العمليات والعوامل والمظاهر التي يقوم عليها نموذج الحالة سواء كان شخصاً أو أسرة أو جماعة. والتعرف على أبعاد مشكلة معينة بها من أجل تهيئة الظروف الملائمة لإجراء بحث أكثر شمولاً على الحالة نفسها. وتشتمل بطاقة دراسة الحالة على مجموعة من البيانات والمعلومات. وتعتمد على وسائل متعددة موضوعية وذاتية في جمعها، وقد تختلف البيانات في مجملها من بطاقة دراسة حالة إلى بطاقة أخرى. (2) الدراسات السببية المقارنة: وهناك نوع آخر من البحوث الوصفية يحاول أن يتوصل إلى إجابات عن مشكلات خلال تحليل العلاقات السببية. فيبحث عن العوامل التي ترتبط بوقائع وظروف أو أنماط سلوك معينة، وذلك لأن الباحث يجد أنه من غير العملي في كثير من الحالات أن يعيد ترتيب الوقائع والتحكم في وقوعها. والطريقة الواحدة المتوفرة لديه هي تحليل ما يحدث فعلاً لكي يتوصل إلى الأسباب والنتائج. تحاول بعض الدراسات الوصفية ألا تقتصر على الكشف عن ماهية الظاهرية، ولكن - إذا كان ممكناً - كيف ولماذا تحدث هذه الظاهرة، أنها تقارن جوانب التشابه والاختلاف بين الظاهرات لكي تكشف أي العوامل أو الظروف يبدو أنها تصاحب أحداثاً أو ظروفاً أو عمليات أو ممارسات معينة. وتكشف معظم الدراسات الوصفية فقط عن حقيقة وجود علاقة ما، إلا أن بعض الدراسات يتعمق أكثر بهدف معرفة ما إذا كانت هذه العلاقة قد تسبب الحالة أو تسهم فيها أو تفسرها. وتركز هذه الدراسات على إجراء المقارنات بين الظواهر المختلفة لاكتشاف العوامل التي تصاحب حدثاً معيناً، وتفسيرها من أجل فهم تلك الظواهر أو الأحداث، والبحث الجاد عن أسباب حدوثها عن طريق إجراء المقارنات واكتشاف العوامل التي تصاحب حدثاً معيناً أو ظاهرة معينة. تنفيذ الدراسات السببية المقارنة: يبدأ البحث السببي المقارن في محاولة الباحث مقارنة الأوضاع القائمة للمجموعات الداخلة في الدراسة بالنسبة لعدد محدد من المتغيرات. فإذا تبين له وجود فروق معنوية بين هذه المجموعات على أي من متغيرات الدراسة، فإنه يسعى حينئذ إلى الكشف عن الأسباب التي تقف وراء هذه الفروق عن طريق المقارنة بين هذه المجموعات بالنسبة لتلك المتغيرات. وبناءً على ذلك فإن البحث السببي المقارن يستخدم الأساليب التالية في الدراسة. • التصميم والإجراءات: يتضمن تصميم البحث العلمي المقارن المقارنة بين مجموعتين مختلفتين بالنسبة للأفراد بالنسبة لمتغير مستقل، ومن ثم العمل على مقارنتها بالنسبة لمتغير تابع. • وسائل الضبط: يسعى الباحث في الدراسات العلية المقارنة إلى ضبط المتغيرات الدخيلة من خلال مجموعة من طرق الضبط التالية: 1- التكافؤ: ونعني به أسلوب ضبط يستخدم في أحوال كثيرة في الدراسات التجريبية، بأن يقوم الباحث باختيار أفراد مجموعتي الدراسة التجريبية والضابطة على شكل أزواج متناظرة بالنسبة للمتغير الدخيل، بحيث يكون لكل من الفردين في الزوج الواحد نفس المتغير المراد ضبطه. 2- مقارنة المجموعات المتجانسة الكلية والجزئية: وتتمثل هذه الطريقة باختيار أفراد مجموعات الدراسة من قطاعات متجانسة من الأفراد إلى يشتركون في نفس المتغير المراد ضبطه. 3- تحليل التباين المشترك: يعد تحليل التباين المشترك أحد الأساليب الإحصائية التي تستخدم من أجل إضفاء التكافؤ على مجموعات الدراسة بالنسبة لمتغير واحد أو أكثر، وذلك بإدخال تعديلات على العلامات الخاصة بالمتغير التابع استناداً إلى الفروق التي تظهر ابتداء بين مجموعات الدراسة بسبب تأثير متغير دخيل أو أكثر، ويمكن الاستعانة بالحاسب الآلي للقيام بالعمليات الإحصائية اللازمة لذلك.
(3) الدراسات الارتباطية: تصنف البحوث الارتباطية ضمن البحوث الوصفية أحياناً لأنها تصف الحالة الراهنة، ومع هذا تختلف البحوث الارتباطية عن البحوث الوصفية في أن الحالة التي تصفها ليست كالحالة التي يجري وصفها في تقارير الذات أو دراسات الحالة التي تعتمد عليها البحوث الوصفية، فالبحوث الارتباطية تصف درجة العلاقة بين المتغيرات وصفاً كمياً، لأن الغرض من جمع البيانات تحديد الدرجة التي ترتبط بها متغيرات كمية بعضها بالبعض الآخر. تهتم هذه الدراسات بالكشف عن العلاقات بين متغيرين أو أكثر لمعرفة مدى الارتباط بين هذه المتغيرات والتعبير عنها بصورة رقمية. حيث تتناول عادة مجموعة من المتغيرات التي يظن أنها مرتبطة مع متغير رئيسي مركب. فإذا وجد أن بعض هذه المتغيرات قليل الارتباط مع المتغير الرئيسي، فإنه يتم حذفه من الدراسات اللاحقة. أما المتغيرات التي يتضح أن لها علاقة مرتفعة، فيمكنها أن تؤدي إلى دراسات سببية مقارنة أو تجريبية. ويحاول البحث الارتباطي تحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين متغيرين كميين أو أكثر، ودرجة هذا الارتباط. والغرض من البحث الارتباطي تحديد وجود علاقة (أو عدم وجود علاقة) بين المتغيرات موضوع الدراسة. أو استخدام العلاقات الارتباطية في عمل تنبؤات. والدراسة الارتباطية تتناول عادة عدداً من المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بمتغير رئيسي معقد مثل التحصيل الدراسي. وتستبعد من الدراسة تلك المتغيرات التي لا ترتبط ارتباطاً عالياً بالمتغير الرئيسي، وتستبقي المتغيرات التي تظهر ارتباطاً عالياً، فقد يرغب الباحث في القيام بدراسات أخرى لتحديد مدى وجود علاقات سببية بين المتغيرات وذلك باستخدام البحوث التجريبية. مثال ذلك: إن وجود علاقة بين مفهوم الذات والتحصيل الدراسي لا يعني أن مفهوم الذات "يسبب" أو "يؤدي" إلى تحصيل دراسي مرتفع، أو أن التحصيل الدراسي "يسبب" مفهوم الذات. وبغض النظر عن أن علاقة ما تعني وجود علاقة علة ومعلول، فإن الارتباط المرتفع، يسمح بالتنبؤ. مثال ذلك أن الارتباط المرتفع بين درجات الطلبة في الثانوية العامة ودرجاتهم في الجامعة، قد يعني القدرة على التنبؤ من درجات الثانوية العامة بالأداء في الجامعة. ويعبر عن العلاقة بين متغيرين بمعامل الارتباط الذي تتراوح قيمته بين صفر و ± 00, 1، وإذا لم يكن هناك ارتباط بين المتغيرين كان معامل الارتباط صفراً، أما إذا كان الارتباط تاماً تبلغ قيمة الارتباط +1 أو - 1، وحيث إن من النادر أن يكون الارتباط تاماً، فإن التنبؤ نادراً ما يكون تاماً، ومع ذلك فبالنسبة لكثير من القرارات، فإن التنبؤ الذي يستخدم علاقات بين المتغيرات كثيراً ما يؤدي إلى قرارات مفيدة. تعريف البحث الارتباطي: نعنى بالبحث الارتباطي هو ذلك البحث الذي يعمل على جمع البيانات من عدد من المتغيرات وتحديد ما إذا كانت هناك علاقة بينها. وإيجاد قيمة تلك العلاقة والتعبير عنها بشكل كمي من خلال ما يسمى بمعامل الارتباط. تحليل نتائج البحث وتفسيرها: ونتائج البحث الارتباطي تنحصر بوجود قيمة ترابطية بين متغيرين اثنين أو عدم وجود تلك القيمة: • ويعبر عن هذه القيمة عادة بكسر عشري تقع قيمته بين (0)، و(+1) وعندئذ تكون العلاقة بين المتغيرين طردية، وهذا يشير إلى أن المتغيرين المعنيين يتغيران في نفس الاتجاه الواحد زيادة أو نقصاناً. • وقد يعبر عن القيمة بكسر عشري تقع قيمته بين (0)، (-1) وفي هذه الحالة تكون العلاقة بين المتغيرين عكسية، مما يشير إلى أن المتغيرين يتغيران باتجاهين متعاكسين، بحيث إذا زاد أحدهما نقص الأخر. • وعندما يكون معامل الارتباط صفراً: ف‘ن العلاقة بين المتغيرين تكون معدومة، وإن التغير في أحدهما لا تحكمه صلة بالتغير في الآخر. ويعتمد تفسير نتائج البحث في الدراسات الارتباطية على الهدف الذي يستخدم من أجله هذا النوع من الدراسات، وهذا يحدد بالطبع مستوى القيمة التي يجب أن يصل إليها معامل الارتباط بين المتغيرين حتى يمكن اعتباره مفيداً. وفي حالة الدراسات التي تصمم لاختبار صحة الفرضيات الخاصة بمعاملات الارتباط، فإن كل ما يتم التأكد منه هو كون تلك المعاملات معنوية أم لا. وفي هذه الحالة ليس بالضرورة أن تكون قيم معاملات الارتباط مرتفعة، ولكن تكون أعلى من الصفر. أما عندما يكون الغرض من معاملات الارتباط استخدامها لغايات التنبؤ. فيشير الباحثون هنا إلى ضرورة توفر معاملات ارتباط عالية يمكن الاعتماد عليها ولا يكتفي بأن تكون معنوية فقط. ثالثاً: دراسات النمو والتطور:
تهتم دراسات النمو بالتغيرات التي تحدث كوظيفة للزمن، وهذا النوع من الدراسات له نتائج بعيدة المدى في الحقل التربوي. ويمكن أن تكون دراسات النمو كيفية وكمية، ولقد كانت الدراسات الرائدة التي قام بها جيزل عن نمو المهارات الحركية والادراكية عند الأطفال، وكذلك الدراسات التي قام بها بياجيه وزملاؤه في أساسها دراسات كيفية وصفية. ويدرس النمو الإنساني بطريقتين: الطريقة الطولية والطريقة المستعرضة. ففي الطريقة الطولية يحاول الباحث أن يتتبع مجموعة من الأطفال خلال نموها أي أنه يدرس نفس الأطفال في أعمار مختلفة، وهو يبذل الجهد ليحافظ على الاحتكاك والاتصال بأعضاء المجموعة الأصلية. وهو يحاول أن يحدد أنماط نموهم الفردية في الجوانب التي يتناولها بالملاحظة والدراسة والقياس. أما في الطريقة المستعرضة فإن الباحث يقوم بإتمام دراسته دون أن ينتظر الأفراد حتى يكبروا أي أنه بدلاً من أن يكرر ملاحظة ودراسة نفس المجموعة من الأفراد يقوم بملاحظة مجموعات مختلفة، وكل مجموعة مستقاة من مستوى عمري معين ثم تدرس البيانات المتجمعة من هذه المجموعات للتوصل إلى الأنماط العامة للنمو في كل جانب من جوانبه. وللدراسات النمائية حدود زمنية فهي تجري ضمن فترات زمنية قصيرة ولا تستمر طويلاً بالنظر إلى العلاقة بين عمر الباحث والعمر الذي يعيشه أفراد عينة البحث. وكذلك ضمن حدود عددية، فهي تجري على عينة صغيرة نسبياً خاصة ما يتعلق منها بالدراسات النمائية الطولية، مقارنة بأساليب البحث الأخرى التي تختار عينات أكبر بكثير من عينات الدراسات النمائية. ويؤخذ على الدراسات النمائية أنها: تتطلب وقتاً طويلاً بحيث لا يتسع المجال لكثير من الباحثين الاستمرار في البحث بهذا النوع من الدراسات حتى نهايتها. قد تتغير أساليب الدراسة وتتطور، ويكشف الباحث أساليب جديدة قد تكون أكثر دقة من الأساليب الأخرى، فيغير الباحث من نظرته للأسلوب النمائي إلى أسلوب آخر يجد فيه ضالته. تقويم البحوث الوصفية:
البحوث الوصفية أمر لا غنى عنه في العلوم السلوكية كعلوم التربية وعلم الاجتماع لأنها في هذا المجال تحقق هدفين أساسيين أما أولهما فهو: 1- تزويد العاملين في مجالات الاجتماعية والتربوية والنفسية بمعلومات حقيقية عن الوضع الراهن للظاهرات المنوعة التي يتأثرون بها في عملهم ومثل هذه المعلومات ذات قيمة عملية قد تؤيد ممارسات قائمة، أو ترشد إلى سبل تغييرها نحو ما ينبغي أن يكون، وهذا هو الهدف التطبيقي. 2- الهدف العلمي حيث تقدم هذه الدراسات من الحقائق والتعميمات ما يضيف إلى رصيدنا من المعارف مما يساعد على فهم الظواهر والتنبأ بحدوثها. كما أن كثيراً من الظاهرات النفسية والتربوية والاجتماعية لا يمكن إخضاعها للتجريب المعملي ومن هنا تجئ أهمية الدراسات الوصفية التي تجرى في المصانع والمدارس والمتاجر والأندية والبيوت. وعلى الرغم من المزايا التي يتميز بها الأسلوب الوصفي في البحث فقد وجهت إليه الكثير من الانتقادات، نذكر منها: • أن الباحث الذي يستخدم الأسلوب الوصفي في البحث قد يعتمد على معلومات خاطئة من مصادر مختلفة. • قد يتحيز الباحث خلال جمعه للبينات والمعلومات إلى مصادر معينة تزوده ببيانات ومعلومات تخدم وجهة نظره ويرغب بها. • تجمع البيانات والمعلومات في البحوث الوصفية من الأفراد الذين يمثلون أفراد عينة الدراسة موضوع البحث، وهذا يعني أن عملية جمع المعلومات تتأثر بتعدد الأشخاص واختلاف آرائهم حول موضوع البحث. • يتم إثبات الفروض في البحوث الوصفية عن طريق الملاحظة، مما يقلل من قدرة الباحث على اتخاذ القرارات الملائمة للبحث. • إن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى محدودة، وذلك لصعوبة الظاهرة الاجتماعية وسرعة تغيرها. الخلاصة: تعتبر البحوث الوصفية أكثر طرق البحث شيوعاً في مجال التربية وعلم النفس، ويهدف البحث الوصفي إلى جمع بيانات من أجل اختبار الفرضيات أو الإجابة على الأسئلة التي تخص الوضع الحالي لأفراد الدراسة. ولذلك على الباحث أن يكون حريصاً فيما يتصل باختيار العينة وجمع البيانات. كما أن عليه أيضاً أن يحرص على استخدام الأداة الأكثر ملاءمة للحصول على البيانات المطلوبة. إن البحوث الوصفية تمد الباحث بحقائق دقيقة عن الظروف القائمة وتساعده على أن أو يستنبط علاقات هامة بين الظواهر الجارية وتفسير معنى البيانات. وكذلك فإن المعلومات الحقيقية عن الوضع القائم تساعد أعضاء المهنة من وضع خطط أكثر ذكاء عن البرامج المقبلة للعمل، وتساعدهم على شرح المشكلات التربوية لعامة الناس بطريقة أكثر تأثيراً. ولا تزودنا الدراسات الوصفية بمعلومات عملية يمكن أن تستخدم لتبرير الموقف الحالي أو تحسينه فحسب، ولكن تمدنا أيضاً بالحقائق التي يمكن أن تبنى عليها مستويات أعلى من الفهم العلمي. وتعتبر البحوث الوصفية خطوة أولية ضرورية، وفي بعض الأحيان الطريقة الوحيدة التي يمكن استخدامها لدراسة المواقف الاجتماعية ومظاهر السلوك الإنساني. وقد أدى المنهج الوصفي إلى تطور كثير من أدوات البحث، كما أمدنا ببعض الوسائل لدراسة الظواهر التي لا تستطيع بعض الطرق الأخرى من دراستها.
المراجع
جابر عبدالحميد جابر وأحمد خيري كاظم: مناهج البحث في التربية وعلم النفس. القاهرة: دار النهضة العربية، 1996م.
رجاء محمود علام: مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية. القاهرة: دار النشر للجامعات (ط3)، 2001م.
سامي محمد ملحم: مناهج البحث في التربية وعلم النفس. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع (ط2)، 2002م.
عبدالرحمن عدس: أساسيات البحث التربوي. عمان: دار الفرقان، (ط3)، 1999م. فان دالين: مناهج البحث في التربية وعلم النفس. ترجمة محمد نبيل نوفل وآخرون. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية (ط5)، 1994م.
منقول للافادة | |
|