الاخصائي النفسي الاكلينيكي

من هوالاخصائي النفسي الاكلينيكي ؟
بداية نشير إلى أن كلمة " إكلينيكي " مشتقة في الأصل من كلمة يونانية تعني "بجوار سرير المريض " ثم امتد استخدامها إلى دراسة الفرد كفرد ، وإلى فحص وعلاج المريض على أساس الأعراض الظاهرة ، ثم امتد تعريف كلمة كلينيكي ليشمل كافة الافراد المترددين على العيادة أو العيادات النفسية والعقلية من أجل : تشخيص مشكلاتهم ، ووصف العلاج ، والتنبؤ بمسار الحالة ، أو حتى للوقاية ، والوصول بالفرد إلى درجة لا بأس بها من التوافق النفسي الاجتماعي سواء مع الذات أو مع الأخرين .(محمد غانم ، 2006 . ص46)
وفي تعريف علم النفس الاكلينيكي من جانب السيكولوجيين انفسهم ، نورد تعريف جارفيلد " علم النفس الإكلينيكي هو ذلك الفرع من علم النفس الذي يهتم بمشكلات توافق الشخصية وتعديلها " . وفي هذا التعريف العام ، يؤكد جارفيلد ان الاخصائي النفسي الاكلينيكي هو اولاً وقبل كل شئ عالم نفس ، يحتفظ بولائه لعلم النفس الذي يتلقى اعداده فيه ويلتزم بقيمة الاساسية ومنها القيم المرتبطة بالبحث العلمي ، ولو انه يتخصص في علم النفس الاكلينيكي ويتلقى التدريبات العملية الضرورية في المواقف الاكلينيكية . ويمكن القول بأن علم النفس الاكلينيكي هو علم ومهنة في وقت واحد .(لويس مليكة ،1992 .ص 11)
بناءاً على ذلك فالاخصائي النفسي الاكلينيكي يعمل مع الاشخاص من كافة الاعمار ، خاصة في المراكز الصحية ،العيادات والمستشفيات ،يستخدم الاخصائيون النفسيون معرفتهم للسلوك ، المشاعر و الافكار، لمساعدة الاشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية ، انهم ليسوا اطباء ولا يوصفون الدواء.( Lih-Mei Liao MSc .2001)
الفرق بين الباحث الاكلينيكي والاخصائي المهني الاكلينيكي والاخصائي النفسي الاكلينيكي :
اولاً : الباحث الاكلينيكي :
هو ذلك الشخص الذي يسعى لكي يجيب من خلال دراساته عن كثير من الاسئلة التي تدور حول المتنوعات المختلفة للسلوك ، حيث يحاول الباحث الاكلينيكي طرح التساؤل ثم المضي في دراساته الاكاديمية محاول الاجابة عنه والخروج بحقائق ، أي ان الباحث الاكلينيكي ومن خلال نظرة شاملة لما يموج به المجتمع من ادوار يمكنه رصد العديد من المشاكل والاضطرابات ، ثم يضع الفروض ، ويقوم بتمحيص هذه الفروض وتجريبها على أرض الواقع وصولاً إلى حلول لهذه القضايا والاضطرابات .
ثانياً : الاخصائي المهني الاكلينيكي :
هو شخص يسعى لوصف خبرات المريض وفهمها أولا مثلا ، مالذي يجعل هذا المريض يشعر بالقلق من حين لاخر دون سبب ؟ .....الخ ثم السعي بعد ذلك الى وضع استراتيجية للعلاج ثم رسم التكتيكات المناسبة التي توصله إلى هذه الاستراتيجية من أقصر الطرق .
ثالثاً : الاخصائي النفسي الاكلينيكي :
الذي اصبح دوره الان أكثر اتساعا وتعددا عن ذي قبل ، وأصبح يساهم بشكل فعال في التشخيص النفسي ، كما اصبح له دوراً هام في العلاج النفسي في المستشفيات والعيادات ، بل وأصبح من المألوف ايضا ان نرى اخصائيا نفسياً يقوم بعده ادوار في ذات الوقت فقد يكون استاذاً بالجامعة ومشرفاً على رسائل للماجستير والدكتوراة ، او مستشاراً لهيئة ما اكلينيكيا في الصحة النفسية وعضوا في مركز للبحوث وممارساً خاصاً في العلاج النفسي .
ونرى ان الادوار الثلاثة تكمل بعضها البعض فالباحث حتى النفسي يختص بمجال إجراء البحوث ، في حين ان الاكلينيكي المهني يختص بالتعرف على قدرات وإمكانيات الشخص وفهمها تمهيداً للتوجيه إلى ما يناسب الشخص ، في حين أن الاخصائي النفسي الاكلينيكي يقوم بأدوار متعددة إلا أن أهم أدواره التعامل مع المرضى وأصحاب الاضطرابات حيث يبدا بخطوة التشخيص ثم العلاج وأخيراً التأهيل بالاضافة إلى العديد من أدواره الاخرى .(محمد غانم ،2006)