حرب المياه سياسة أقتصادية في الشرق الأوسط
بقلم : المهندس عبد المجيد
الماء كما يقول الإرهابي بيريز ( ان وضع أولويات استخدام المياه هو عنصر أساس في السياسة الاقتصادية .... إن استخدام المياه سوف يكون موضوعا سياسيا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط ، هنالك اربعة أسباب لافتقار المنطقة الي المياه وهي : الظواهر الطبيعية ، والزيادة السريعة في عدد السكان ، والاستغلال الخاطئ ، والسياسة التي تفتقر الي الترشيد المطلوب ،إن سياسات المياه الوطنية لاتاخد في الاعتبار احتياجات الأقطار المجاورة والأجيال القادمة ،ومثل هذا الموقف قد يجر البلدان الي حافة الحرب من جديد ، المياه في الشرق الأوسط هي ملك المنطقة
وهذا دليل علي ان المياه ستقود حربا تكون العصابة المنبوذة الصهيونية طرفا فيه ، فهي تسعي بكل قوة لامتلاك هذا المورد فسعت الي تطوير اسلاحتها وابحاتها من اجل استغلالها بكل استنزاف فهي تدرك أن بقائها هو عامل وقت خاصة وان استغلالها للماء أضعف مما يستهلكه العرب
وهذا ما جعلهم يسعون الي تاكيد وجودهم في المنطقة لكي يوهمون أنفسهم بان لهم الحق بالتمتع بموارد المياه التي توجد في المنطقة العربية
فها هو الارهابي الصهيوني مهندس التخطيط في شركة تخطيط المياه بالأرض المحتلة يقول (( إن اي اتفاق سلام إقليمي سيكون بحاجة الي بند ينظم توزيع مياه تجدة ووفقا للتسويات الجديدة التي ستنبع من الحقوق الراهنة ومن الاستخدامات الحالية كما هي قائمة فعلا وستنبع أيضا من الاحتياجات الجديدة
كما أنه يري غن اتفاقات الاستلام في قضية التفريط في المياه لابد وإن تأخذ بالأتي :
أـ اتفاقات مع مصر
ـ تعاون تنائي علي استخدام الموارد المصرية ( أرضا ومياها ) في الأراضي المصرية
ـ نقل مياه النيل في اتجاه الأراضي المحتلة
ب ـ اتفاقات مع الأردن
ـ تعاون عام علي إدارة الأحواض المشتركة بين الدولتين ومن ضمنها بصورة خاصة
ـ تخزين مياه اليرموك في طبريا
ـ مشروع مشترك مع البحرين ( جر مياه البحر الأحمر إلي البحر الميت )
ج ـ اتفاقات مع لبنان
ـ استغلال كهربائي لمياه الحاصباني
ـ نقل مياه حوض نهر الليطاني واستغلاله كهربائيا
وفي دراسة تحت مسمي ((المياه والسلام )) قدمها الصهاينة اقترحت فيها تقليص حصة العراق المائية من مياه دجلة والفرات بذريعة أن معظمها مهدر في مستنقعات الاهوار لتضاف الي حصة سوريا علي هذه الحصة لصالح الصهاينة من مياه جيل الشيخ والجولان ونهر اليرموك مع احتمالات زيادة تدفق مياه نهر النيل عن طريق تجفيف المستنقعات في السودان حيث سيزيد منسوب المياه بنسبة 25% ليصل بعد ذلك قسم ضئيل من هذه الزيادة الي الصهاينة والأرضي الفلسطينية المحتلة والأردن ليحل بصورة شاملة مشكلة نقص المياه في المنطقة ، اما الجانب اللبناني فان إمكانية استخدام ما تسميه فائض مياه نهر الليطاني
ومن هنا فان الصهاينة يسعون الي تطوير جهودهم واستخدام الدبلوماسية المخادعة مع مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لهم في الحصول علي المياه ،وخاصة وإنهم يعولون كثيرا علي استيراد المياه العذبة من تركيا عبر مشروع ما يسمي ( بانبوب السلام )
كما وانهم يسعون الي التطبيع مع الدول العربية لما له من جدوى اقتصادية كبري لديهم عبر المشاريع المشتركة والتعاون في مجال نقل المياه وتوزيع الحصص الموجودة في المنطقة عبر اتفاقات دولية وقرارات رسمية وبمساعدة وتمويل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيره من المنظمات الاقتصادية والمالية والمانحة لتضمن قبولها في المنطقة ومن ذلك حقوقها التي تزعم في الحصص من المياه لتؤكد فكرتها القائلة بان المياه هي دولية وليس من حق المنطقة ولا ملك الدولة التي يوجد او يمر بها بل وتعمل علي ضغط المنظمات الدولية لكي تنفد المخطط الصهيوني علي العرب مع خلق الصراعات بين الدول العربية واللعب علي تناقض المصالح من اجل حل المشكل المائي الذي يعتبر لديهم هدف استراتيجي ومثمر للاقتصاد الصهيوني والذي من شانه ان يفعل كل خبيث ودنس وبكل عنف وإرهاب من اجل ان يحصلوا علي ما يرغبون
وقد ربط الصهاينة مع بعض الدول العربية باتفاقات حول المياه ، فقد وافقت السلطة الفلسطينية في الفترة الانتقالية بان تكون إدارة المياه في يد مشتركة ، ورغم ذلك فان الصهاينة طبقا لكتيب المعلومات عن الضفة الغربية بانيهم يحصلون علي 95.5% من المياه بينما تحصل الضفة علي 4.5% من المياه
ويتم بذلك استغلال كامل لاحتياطي الضفة الغربية
وكما ان اتفاق الاستسلام مع الاردن اتفق من خلاله الطرفين علي الاعتراف بتخصيص كميات لكل منهما من مياه نهري الاردن واليرموك ومن المياه الجوفية لوادي عربه .
حيث يحصل الصهاينة في حدود 2100 مليون م سنويا بينما حجم الاستهلاك في الاردن حوالي 870 مليون م سنويا ويوجد عجز لديه في حدود 170 مليون م في السنة ، كما تعهد الطرفان بالعمل معا لضمان عدم تسبب إدارة وتنمية الموارد المائية لأحدهما في الإضرار بالموارد المائية للطرف الاخر بأي شكل
كما انهم قاموا بتحويل جزء من مجري نهر الاردن ومنعت الفلسطينيين من استخدامه حتي يمكن للمستوطينيين اليهود من استغلاله وايضا قامت بتحويل مياه نهر الليطاني الي الشمال بواسطة أنابيب ضخمة مدفونة تحت الأرض رغم إنكارها الشديد لذلك .....
وهذا مما يؤكد ان الصهاينة لن يقدموا اي تنازلات في ما يتعلق بالمشكل المائي في الجولان والضفة الغربية وغيرها ،بل وانهم ربطوا قضية التطبيع في المياه ومسار التسوية الفلسطينية والسورية واللبنانية والاردنية ولهذا فانها تسعي الي تسريع التطبيع لكي تمتلك الماء وتقضي علي الخوف من نذرته
رغم سرقتها للمياه من الاردن وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين المحتلة
ولهذا فاننا نقول لابد من تحقيق الامن المائي العربي والعمل علي تمويل العرب من العرب بالمياه حتى يتحقق الامن والسلام والاطمئنان والاستقرار فالماء مصدر الحياة ومن اجله لابد من تحرير الاراضي العربية المحتلة كي يتحقق وتتعذر الحرية ......
فلا تحقيق للامن الغدائي إلا عن طريق الامن المائي حتي يتحقق زيادة المساحات المائية في الاراضي القابلة للاستطلاع الزراعي خاصة وان هذه المياه تتوفر في السودان ومصر والعراق وسوريا والمغرب ....
ولابد من توظيف الأموال العربية واستثمارها في مشاريع تفيد المنطقة
حتى تتحقق الحرية وتتعزز الممارسة الشعبية للسلطة وينطلق الكفاح المستمر من اجل انسان عربي عزيز النفس قوي البنية والعزيمة حر سعيد.