الشيطان يعظ

موضوع: الشيطان يعظ الثلاثاء يناير 27, 2009 8:27 pm

هذه المسرحية من فصل واحد و مستوحاة من (مدينة النحاس)ألف ليله و ليلة
للروائى العظيم نجيب محفوظ

1
(حجرة ذات أسلوب مغربى يتصدرها ديوان يجلس عليه موسى بن نصير)
(يدخل حاجب ،ينحنى تحية )
الحاجب: مولاى الأمير ،قد وصل الأمير طالب بن سهل مندوب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان..
(موسى يقف ثم يتجه نحو الباب ..يدخل الأمير طالب بن سهل على حين ينسحب الحاجب .يلتقيان بالأحضان وسط الحجرة )
موسى بن نصير: أهلاً و سهلاً و مرحبا برسول أمير المؤمنين.
طالب بن سهل: أهلا بكم أيها الأمير موسى بن نصير ،و إليك أحمل سلام مولانا الخليفة.
(يجلسان على الديوان جنباً لجنب)
موسى بن نصير:أطال الله بقاء مولانا للإسلام و المسلمين.
طالب بن سهل:تبلغنا أنباء طيبة عن المغرب.
موسى بن نصير:إنه يقبس أنواره من المشرق بفضل الله العظيم و حكمة خليفتنا.
طالب بن سهل:إنك أمير حائز الرضا فليتم الله نعمته عليك.
(طالب بن سهل يصمت قليلا ثم يواصل)
طالب بن سهل:معى اليك رغبة لأمير المؤمنين.
موسى بن نصير:إنى رهن اشارة مولانا الخليفة.
طالب بن سهل:إنه يريد قمقما من قماقم العفاري!
(موسى بن نصير يؤخذ بما سمع فيتطلع الى محدثه صامتا)
طالب بن سهل:فى مجلس سمر جرى الحديث الى ذكر العفاريت العصاة حبيسى القماقم فتاقت نفس مولانا الى امتلاك أحدها ليرى بعينه و يسمع بأذنه و يقتنع بعقله.
موسى بن نصير:رغبة مولانا واجبة على و لكن ماذا أملك لتحقيقها؟
طالب بن سهل:قيل من ضمن ماقيل إنه توجد قماقم من قديم الزمان فى صحرائكم.
موسى بن نصير:أشهد الله أننى لا اعلم عنها الا السماع و الظن. و لكن ثمة رجلا طاعنا فى السن يعد أخبر الناس بصحرائنا ،حاضرها و ماضيها ،فضلا عما حباه الله به من حكمة ،فلنرسل فى طلبه.
(موسى بن نصيريصفق يدا على يد ،يدخل الحاجب على حين يهبط الظلام)
2
(إضاءة)
(موسى بن نصير و طالب بن سهل يدخل الحاجب)
الحاجب:الشيخ عبد الصمد بن عبد القدوس الصمودى .(ينسحب الحاجب .يدخل الشيخ .عجوز وقور.يرفع يديه تحية.
يشير له اين نصير بالجلوس فيجلس على وسادة بين ايديهما .
موسى بن نصير:مرحبا بالشيخ المبارك.
عبد الصمد:(حانيا رأسه)عظم الله المرسل و رسوله.
موسى بن نصير:إنك يا شيخ عبد الصمد رجل الصحراء دون منازع.
عبد الصمد:هى حياتى و مماتى أيها الأمير.
موسى بن نصير:لك علم و لا شك بما يقال عن قماقم العفاريت بها؟
عبد الصمد:(باهتمام)هذا ماتؤكده لنا الكتب القديمة.
طالب بن سهل:فى أى من مواقعها؟
عبد الصمد:يقال انها مستقرة فى قعر بحيرة بمدينة النحاس.
طالب بن سهل : و ما مدينة النحاس؟
عبد الصمد:مدينة قديمة ،يقال انها ازدهرت قبل التاريخ المعروف بعشرين ألف سنة ،لا يعلم عنها أكثر من ذلك ،لم يذهب اليها أحد و لأم يجيء منها أحد قد تكون حقيقة و قد تكون خرافة ..
طالب بن سهل : ألم يسع ساع الى اكتشافها ؟
عبد الصمد: ذاك ما يفوق طاقات الفرد و الجماعة.
موسى بن نصير:مولانا الخليفة يرغب فى الحصول على قمقم من قماقمها !
عبد الصمد::(يصمت متفكرا ثم يقول)رغبة مولانا على الرأسو العين،و لكن الله امرنا بالشورى ،و من يمد سلطانه بقوة القرآن فليس به حاجة الى قوة العفاري!
طالب بن سهل:اقتضت حكمته ان يسخرها فى خدمة الاسلام و المسلمين.
عبد الصمد :إنها مهمة شاقة حقاً أيها الأمير ،فعلينا أولاً أن نكتشف موقع فارس من نحاس إذا فركت يده أشارت إلى مكان المدينة .
موسى بن نصير: ستجد منى كل العون.
عبد الصمد : نحتاج الى قافلة كاملة و مؤن ،و قوة و سلاح ،و حذر و دهاء ،فلعل المدينة مازالت على قيد الحياة ،و لعلها تستطيع التصدى للغرباء ، بل لعل حاكمها قد سخر عفريتا لخدمته..
(موسى بن نصير و طالب بن سهل يتبادلان النظر برهة )
طالب بن سهل : لو كان لديهم عفريت مسخر لتسلطو به على العالم.
موسى بن نصير:سأشرع من فورى لإعداد الحملة و سأكون على رأسها .
طالب بن سهل : و لن أتخلف عنها.
عبد الصمد :فليسدد الله خطانا و ليجنبنا الضلال.
(يهبط الظلام)

نفر

3
(اضاءة)
مدخل مدينة النحاس .موسى بن نصير ،طالب بن سهل ،عبد الصمد عبد القدوس الصمودى )
(ينظرون الى الداخل و قد لفه ظلام الفجر)
موسى بن نصير :يا لها من رحلة خيالية فى مشقتها ،لقد أرهقت الجند و الجمال.
طالب بن سهل:لم يصادفنا حولها حى.
موسى بن نصير: اصبر سوف ينقشع الظلام و تشرق الشمس.
طالب بن سهل:أليس غريباً أنه لا يوجد حارس واحد فى مدخل المدينة ؟
عبد الصمد:لعل عزلتها الكاملة أغنتها عن الحراس .
طالب بن سهل:لم أعرف صمتاً كهذا الصمت ..
عبد الصمد :ألا ينبح فيها كلب أو يصيح ديك؟
موسى بن نصير:ترى أين موقع البحيرة؟
عبد الصمد : ناحية المشرق غير بعيد من المدخل .
(يأخذ الظلام فى الانقشاع و يتجلى رويدا داخل المدينة )
(ميدان مكتظ بالناس ،فى عمقه قصر ،تقوم على دائرة محيطه الحوانيت و تتفرع عنه الطرقات .الرجال الثلاثة يتراجعون فى حذر)
موسى بن نصير: متى جاءوا ؟هل نستدعى الجنود؟
طالب بن سهل:انظر جيداً غنهم لا يتحركون.
عبد الصمد :أجل.
طالب بن سهل :لا حركة لا صوت إنهم أصنام.
موسى بن نصير: هذه وجوه آدمية لا تماثيل.
طالب بن سهل:صدقت هل يتحركون فجاة؟
موسى بن نصير:انظر الى هيآتهم ،كأنهم تجمدوا بغتة ،توجد امرأة على عرش ،حولها حراس و حجاب ،الجمهور منه من تجمد و هو يرقص أو و هو يهتف ،هذه المرأة تجمدت و هى تزغرد،هكذا الرجل تجمد و هو يصفق .
عبد الصمد:ليس فى وسع حى أن يتجمد بهذا الكمال ،ألا تطرف له عين؟
موسى ابن نصير:أترى أنه الموت؟
عبد الصمد :إنى أشم رائحته.
موسى بن نصير:و كيف لميت الا يتهاوى و لا يتغير؟
طالب بن سهل :و أين بقية السكان ؟ألا يجىء شرطى او عابر سبيل؟
عبد الصمد:سأقدم على مغامرة ،بسم الله الرحمن الرحيم(ثم رافعا صوته)ياهوه ...يا عباد الله..(صمت)
موسى بن نصير:لا استجابة على الاطلاق.
طالب بن سهل:نحن حيال لغز..
عبد الصمد:لله ملك السموات و الأرض.
طالب بن سهل:لابد من اكتشاف الحقيقة ...اتبعانى..
(يتقدم،يتقدمون فى حذر ،يلمسون المتجمدين ،يشقون طريقهم بينهم حتى عرش المرأة)
موسى بن نصير:هؤلاء بشر و ليسوا بتماثيل .
عبد الصمد اموات ،و لكن أى موت؟
طالب بن سهل:(مركزا بصره على المرأة) يالها من امرأة جميلة.
موسى بن نصير:قصر جميل و حوانيت ثرية ،متى و كيف تخلت عنها الحياة؟
طالب بن سهل:كيف حافظت على أشكالها و توازنها ، ماأجمل المرأة!
عبد الصمد :قد يطول بنا الموقف ،و هيهات أن نجد لهذا اللغز حلا ،و قد نعودفيما بعد الى هنا ،أما الآن فلا يجوز أن ننسى مهمتنا .
موسى بن نصير:(متحركا وراء عبد الصمد)صدقت.
(ثم ينظر خلفه الى طالب بن سهل )
موسى بن نصير: هلم أيها الأمير، هلم الى البحيرة ،احذر ان تقع فى شراك وهم .
(يهبط الظلام)

نفر

4
(إضاءة)
(موسى بن نصير،طالب بن سهل ،عبد الصمد ،يرمون بالشباك فى بحيرة و يسحبونها فى دأب و صبر .تخرج شبكة عبد الصمد و فيها قمقم).
موسى:الله اكبر.
طالب بن سهل :قادر على كل شىء.
عبد الصمد :يسبح له الإنس و الجن و كل حى و جماد.
موسى:قمقم صغير لا يتصور الاناسان انه يحبس فى بطنه هذه القوة اللا نهائية.
عبد الصمد:أنظر الى هذا المفتاح الصغير الملصق بعنقه،إذا دعك خرج منه العفريت و أصبح طوع أمرنا.
موسى بن نصير:هل نقدم على التجربة؟
عبد الصمد:لا أنصحك بذلك و لكننا نحاول الاتصال به.
موسى بن نصير:على الاقل ليتوكد لنا وجوده.
عبد الصمد:(يقرب الى فمه عنق القمقم)أيها السجين ،تكلم بحق الله المتعال.
صوت الجن: أخيراً و بعد عشرين ألف سنة من عذاب السجن.
عبد الصمد:من قضى عليك به؟
(صمت)
صوت الجن:ارتكبت معصية رآها ماسة بشرفه .
طالب بن سهل:ستحمل الى أحكم الناس طرا مولانا الخليفة.
صوت الجن:كفانى عذابا ،أخرجنى من القمقم أحقق لك ماتشاء نظير وعد بإطلاق سراحى..
طالب بن سهل:سيقضى الخليفة فى امرك بما هو قاض.
صوت الجن: أصغوا إلى ،إذا أخرجتمونى وجدتم فى خدمتكم قوم لا يقف أمامها بشر ،بوسعى ان اجعل الخليفة نفسه عبدا لكم ،لا تضيعوا فرصة لا تعوض لانسان مرتين.
موسى بن نصير :عليك اللعنة ،مازلت عاكفا على الشر.
صوت الجن:ألا تحبون ان تسودوا الدنيا و ما فيها؟
موسى بن نصير:ملكك اللعين اخرج أبانا من الجنة فهيهات أن تخرجنا من الدين.
عبد الصمد:ألك علم سابق بمدينة النحاس؟
صوت الجن: كيف لا و أنا الذى قضيت عليها بالموت المسحور.
موسى بن نصير:إذن هى مدينة ميتة؟
صوت الجن:تلقت ميتتها المسحورة منذ حوالى عشرين الف سنة.
طالب بن سهل:عشرون ألف سنة ؟!كأنها ماتت لساعتها ،و لكن لم قضيت عليها بما قضيت؟
صوت الجن:وقع قمقمى بين يدى الملكة ضمن صيد لها أصابه صياد القصر ،و لمست يدها مفتاح القمقم و هى تقلبه فخرجت لها،و سرعان ما أدركت مدى القوة التى أذعنها لها ،ثم وعدتنى بإطلاق سراحى إذا حققت لها ما تشاء ،و إذا بها تتمادى فى غيها حتى الكفر ،و لما كنت عفريتا مؤمنا بالله رغم معصيتى فقد غضبت و أنزلت بها الميتة المسحورة التى تبقيها على حالها لا تتغير عبرة للمعتبرين ،نابذا وعدها لى بالتحرر،هكذا ماتت المدينة و رجعت رغم إرادتى للبحيرة ..
عبد الصمد:سوف نخبر مولانا الخليفة بتضحيتك فى سبيل الله و ستكون خير تمهيد للفراج عنك .
صوت الجن:طال انتظارى للعفو و الرحمة.
طالب بن سهل:لكن من يثبت لنا صدقك؟
صوت الجن:بوسعى أن أجعل المدينة شاهدا على صدقى .
طالب بن سهل:كيف؟
صوت الجن:بوسعى أن ألغى سحر الموت عنها نهارا فتشهد بعينك ساعاتها الأخيرة.
موسى بن نصير:الا يصيبنا سوء اذا عثروا علينا؟
صوت الجن:كانت مدينة عظيمة تموج بألوان البشر من الوافدين.
موسى بن نصير:و كيف نفهم لغتها او تفهم لغتنا؟
صوت الجن:هذا على هين.
طالب بن سهل:(بحماس)لابد من خوض هذه التجربة المثيرة ،افعل أيها العفريت.
صوت الجن :إليكم آخر نهار من حياة المدينة ،من طلوع الشمس حتى مغيبها.
(يهبط الظلام)

5
(اضاءة)
(موسى بن نصير،طالب بن سهل ،عبد الصمد ،يقفون ناحية من الميدان غير بعيد من مدخل المدينة.يتابعون ما يحدث هنا و هناك و قد يعلقون عليه . و منظر النهار يبدأ و الميدان خال الا من شرطى يتقلد سيفه و يتفقد الحوانيت .
يمر عابر ثم آخر . يقبل التجار فيفتحون حوانيتهم ثم يقبل الزبائن نساء و رجالا و شبانا و تدب الحياة و تتصاعد)
موسى بن نصير:(ذاهلا)أيها الاموات.
طالب بن سهل:متأملا كما كنتم و كما نحن تكونون.
عبد الصمد :اموات لا يخطر لهم الموت ببال.
(من حانوت قريب تترامى أصوات .فتاة تقلب بين يديها أقمشة ،و شاب أيضا يفعل مثلها)
التاجر:(للفتاة)إنه فاخر و مناسب و سيكون فتنة للناظرين.
الفتاة:سأشهد به حفل زفاف فى الشهر القادم ،أرنى أجمل ما عندك.
التاجر:إليك هذا الثوب و هو بخمسمائة .
الفتاة:الاسعار ترتفع بجنون.
الشاب:لكى تغطى أرباح الجشعين من التجار و الحاشية !
التاجر:(للشاب)من أجل طول ألسنتكم ضاقت عنكم السجون!
الشاب:لن يبقى خارج الاسوار الا العبيد.
صوت الجن:(للرجال الثلاثة)لم يحظ بالسيادة فى المدينة سوى الملكة و الحاشية و رجال الامن و التجار ،و قد استبعدوا الشعب و استغلوه ،و لما سقط القمقم بين يدى الملكة قررت أن تستبعد جميع قبائل الارض.
موسى بن نصير:الحمد لله الذى هدانا الى الاسلام فأنقذ كرامة البشر.
(يقبل شاب فتعترض سبيله فتاة جميلة ثم تتبعه مغازلة إياه و هو يمتنع و يتدلل).
الفتاة:كيف تسير وحدك يا جميل؟
الشاب:هذا وقت عمل أليس لديك ما يشغلك؟
الفتاة:ما يشغلنى شىء عنك ،تعال إلى نزهة و كأس عند البحيرة.
الشاب:(مسرعا)إن لم تنصرفى ناديت الشرطة.
عبد الصمد:(للقمقم الذى أخفاه فى عباءته)ما معنى هذا؟
صوت الجن:كان للنساء المقام الاول فى المدينة و بخاصة فى عهد الملكة ترمزين و كانت الفتاة هى التى تخطب عريسها و هى التى تغازل الفتى و هى التى تتمتع بحريتها الجنسية بخلاف الشاب.
طالب بن سهل :(ضاحكا)إذن لم تخل المدينة من طرائف مفيدة!
موسى بن نصير:(باسما)انتظر خيرا أيها الأمير فانت الذى تمثل الشباب بيننا!
(تقترب متسولة من الرجال الثلاثة فى جلبابها الرث)
المتسولة:(للرجال الثلاثة)أعطونى مما أعطاكم الإله ،أريد مأوى و رجلا و عبدا و مورد رزق ثابت.
طالب بن سهل : فليرزقك الذى خلقك .
المتسولة:(غاضبة)عليكم اللعنة.
(يقبل رجل مريض يتوكأ على ذراع زوجته)
المريض :(للرجال الثلاثة)أين الطريق اغلى المستشفى؟
موسى بن نصير:نحن غرباء لم نعرف مدينتكم بعد ،شفاك الاله.
المريض : غرباء ! إنكم أصل المصائب ،تجيئون إلينا من أطراف الارض حاملين أمراضكم معكم ،فتسرقون نقودنا و تعطوننا أمراضكم..
(يبصق ثم يذهب)
(يفدم موكب رجل غنى .عبيد يحملون هودجه ،و عبيد يتقدمون موكبه و هم يسعون له طريقا بين الناس بالعنف).
شابة:(لزميل يتأبط ذراعها)هذه سلوكهم ،ماذا يفعلون غذا و قد سخروا العفريت لخدمتهم؟
صوت الجن:(للرجال الثلاثة)أعترف لكم بان هذا القول و أشباهه أثرت فى إذ أننى كنت أنتمى الى شعب العفاريت المضطهدين..

(رجل عجوز يقف ناحية الميدان )
العجوز الضرير:من يسمع كلمة تنفعه؟..من يسمع كلمة تنفعه؟
(يقبل عليه نساء و رجال ذوو مظهر حسن و هم يتغامزون ).
امراة:(للعجوز)ماذا عندك مما ينفع الناس؟
العجوز الضرير: إنى أعمى
امرأة:(مقاطعة)هذا واضح
العجوز الضرير: و لكنى ارى خيرا منكم.
(ضحك)
العجوز الضرير:أرى أشياء جميلة غير الشراء و الربح و الفسق و السكر و امتلاك العبيد.
كهل وجيه:يالك من أعمى .
العجوز الضرير:و أرى الموت أقرب اليكم من أجسادكم.
أصوات:عليك اللعنة .
(يقترب الشرطى فيضع يده على منكب الضرير)
العجوز الضرير:من أنت؟
الشرطى:شرطى ماذا تقول؟
العجوز الضرير:فى خوف أقول لهم إن خدمة الملكة ترمزين اهم من الربح و امتلاك العبيد.
الشرطى :(بخشونة)اذهب لحال سبيلك ،مولاتنا الملكة ليست فى حاجة الى أحد..
(يخرج حاجب من باب مكتوب أعلاه (العدل أساس الملك)
الحاجب: محكمة!
(يتوجه كثيرون نحو المحكمة و يقفون على مبعدة)
(يخرج شرطى سائقا أمامه رجلا معصوب العينين يئن بصوت مسموع فيدفعه بعيدا عنه ثم يخاطب الجمهور ).
الشرطى:ادعى هذا الرجل أنه توجد نجوم لا ترى بالعين فحكم عليه بفقأ عينيه.
(يدخل الشرطى ثم يجىء بشاب يسير مفرجا الجمهور)
هذا الشاب طالب بمساواة الرجال بالنساء فقضى عليه بالاخصاء ..(ضحك)
(يدخل الشرطى ثم يرجع بنعش محمول .ثم يخاطب الجمهور)
هذه جثة مجرم،احتج جهرا على تسخير جلالة الملكة للعفريت..
(ثم يرجع و هو يقول )و فى الغد البقية فالى الغد..
عبد الصمد:(للقمقم)أهلكت المدينة كلها؟
صوت الجن: نعم
عبد الصمد : و ماذنب هذا الشعب التعيس؟
صوت الجن:قررت اهلاك الظالمين بظلمهم و الآخرين بنفاقهم و جبنهم.
عبد الصمد: ألم توجد بينهم مقاومة؟
صوت الجن:بلى ،منهم من قتل ،و منهم من هاجر فنجا..
(صوت طبل يجىء من ناحية القصر الملكى . الانظار تتجه نحو القصر . يخرج الحاجب الاكبر محوطا بحرس ثم يمضى حتى يقف فى وسط الميدان يلتف الجمهور حوله .حتى التجاريغادرون حوانيتهم . يقترب من الجمع موسى ابن نصير و طالب بن سهل و عبد الصمد)
(صمت)
الحاجب الاكبر:إعلان هام من حضرة صاحبة الجلالة الملكة ترمزين الى شعبها الوفى الامين.
(صمت)
بناء على ما تيسر لنا من قوة لا نهائية بفضل تسخيرنا لقوة الجن فى خدمة شعبنا و تحقيق السيادة له على الارض.
و بناء على نيتنا الصادقة فى ممارسة هذه القوة بالحكمة و العدل و مراعاة سعادة شعبنا بصفة خاصة و شعوب الارض بصفة عامة ،فقد تفضل الاله على المعبود الاوحد فى الارض ،و حق على شعبنا أن يعبدونا و ان يقدم لنا القرابين فى الاعياد الدينية .
و بهذه المناسبة المقدسة فإنى أدعو شعبى لشهود حفل التتويج الالهى فى هذا الميدان عند غروب الشمس.
(صمت)
الحاجب الاكبر:(يهتف)لتحيا الالهة ترمزين.
أصوات الحرس و بعض المتجمهرين:لتحيا الالهة ترمزين.
(الحاجب الاكبر و الحراس يرجعون الى القصر)
موسى بن نصير: أعوذ بالله الواحد الاحد.
عبد الصمد:قتل الاناسان ما أكفره.
طالب بن سهل : كيف اختبأ الفجر البشع وراء ذلك الوجه الجميل!

موضوع: رد: الشيطان يعظ الجمعة يناير 30, 2009 3:34 pm

وجيه:(لزميل له)كان الاله يتخذ من أصنام رموزا له و هاهو أخيرا يتخذ رمزا حيا جميلا..
الزميل:فلتحل بنا البركات
تاجر:(لزميل له)من يصدق أننى حلمت بهذه المعجزة ليلة أمس ؟
الزميل:إنك رجل ذو قلب نقى.
(يتجمع نفر من الشباب نساء و رجالا على مبعدة يسيرة من الرجال الثلاثة).
شاب:متى و كيف قرر الاله ألا يعبد فى الارض؟
شاب ثان:ماذا يحدث لنا بعد موت المعبودة الجديدة؟
شابة:فى الحق نحن مدعوون لعبادة العفريت المسخر.
موسى بن نصير:(غير متمالك نفسه من الدخول فى حوارهم)أيها الناس إنه كفر و إنه لا اله الا اله..
الشاب الاول:(لموسى)ماذا قلت ايها الغريب؟
موسى بن نصير:(محتدا)قلت إنه الكفر و لا يجوز ان يضلكم عن إيمانكم..
الشاب الثانى:(لموسى)صه..لا يخلو المكان من آذان و عيون ..هلم الى الحقول لنستمع اليك فى أمان..
طالب بن سهل:(يمسك بذراع موسى بن نصير و يقول)إياك أن تذهب معهم أيها الامير.
موسى بن نصير:السكوت على الكفر كفر.
طالب بن سهل:لقد مضى على الحوار عشرون ألف سنة.
موسى بن نصير :(يذهب قائلا)سأغير الماضى كما أغير المستقبل .
(يذهبون).
طالب بن سهل:لقد زج بنفسه فى متاعب ماض انقضى منذ عشرين ألف سنة .
عبد الصمد:نحن ملتحمون به الآن و لا ندرى كيف يتعامل معنا.
طالب بن سهل:كأننى فى حلم..
عبد الصمد:إنه حلم فى باطن حلم!
(صوت موسيقى من ناحية القصر)
(يخرج موسيقى و منشد يتبعهما عبيد يحملون دنان الخمر)
(يملئون الكؤس يقدمونهاللناس)
خادم:نخب المعبودة.
خادم ثان:اشرب و اطرب و تمتع بحياتك.
خادم ثالث:الدنيا قبلة و كأس.
(أناس يقبلون على الشراب و يشيع الطرب)
(يذهب السقاة و هم يوزعون الخمر .تترامى أصوات موسيقى شعبية ،يظهر فريق جديد من طريق جانبى يدل على مظهره على انه يمثل سيرك و يعلن عنه .يتقدمه مناد يتبعه بالياتشو و رجال أقوياء مصارعون و حاملو أثقال)
المنادى:بشرى...بشرى (الناس يلتفون نحو المنادى)
السيرك الكبير يشارك فى أفراح الشعب لمناسبة تتويج معبوده الجديد بعرض خاص هذه الليلة ،برنامج حافل لم يسبق له مثيل ،اليكم بعض النمر المختارة:
مصارعة حرة بين أسد جائع و بين رجل من أهل مدينتناثبتت خيانته فى مطالبته بتحرير العبيد .عرض نماذج من مجانين ممتازين رجالا سبق أن تولوا مناصب هامة فى الدولة .
حرق رجل و هو حي لاعتراضه على عبادة الملكة ترمزين.
رجل و امراة يعرضان قواهما الجنسية العجيبة.
ساحر السيرك يتنبأ لأى زبون عن مستقبله.
نشيد جديد عن الابطال الذين بنوا مدينتنا سيدة الدنيا.
(الناس تتابع الاعلان ،و عند نهاية كل مقطع يتصاعد الهتاف)
طالب بن سهل:(ساخرا)واأسفاه ..لن يسعدنا الحظ بمشاهدة هذا العرض الحافل.
عبد الصمد:(باسما)من يدرى؟قد ينجح الامير موسى فى تغيير الماضى!
(ضجة تجىء من طريق جانبى .تتقدم الجماعة المتمردة على رأسها موسى بن نصير و قد أحاط بهم جنود شاكو السلاح يسوقونهم نحو القصر).
طالب بن سهل:(يجزع)اكتشفت السلطة أمرهم،ما العمل؟أخاف أن يصاب أميرنا سوء؟
عبد الصمد:(محاولا تهدئته)هل تستطيع يد هالكة منذ عشرين ألف سنة أن تؤذى إنسانا من زماننا؟
طالب بن سهل:محتمل ان يؤثر سحر قديم فى أحدنا ،أليس كذلك؟
عبد الصمد:(للقمقم)أثمة خوف حقا على صاحبنا؟
صوت الجن:إنى لا اعلم الغيب..
عبد الصمد:لكنهم أموات يعيدون تمثيل احداث وقعت بلافائدةو بلا زيادة.

موضوع: رد: الشيطان يعظ الأحد فبراير 01, 2009 1:56 pm

هو الشيطان بقى الي بيعظ الناس
والناس الي بيوسوسوله

موضوع: رد: الشيطان يعظ الأحد فبراير 01, 2009 2:05 pm

انت لو قرأتها هتعرف ايه سبب اختيار العنوان دة بالذات

طبعا ده لو قراها
شكرا يا شيري

» الدعاء الذى ابكى الشيطان