| من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:18 pm | |
| متى يعلنون وفاة العرب؟
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ... وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى ككلّ العصافير فوق الشجرْ... أحاول رسم بلادٍ تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
2
أحاولُ رسْمَ بلادٍ... لها برلمانٌ من الياسَمينْ. وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ. تنامُ حمائمُها فوق رأسي. وتبكي مآذنُها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني. ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني. أحاولُ رسْمَ بلادٍ... تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
3
أحاول رسم مدينةِ حبٍ... تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ... فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
4
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا... ولافائدهْ... فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ... وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ- رائحةٌ واحدهْ... وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
5
أحاول منذ البداياتِ... أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ... رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما. رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
6
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها. فبعضُ القصائدِ قبْرٌ ، وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ. وواعدتُ آخِرَ أنْثى... ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
7
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ... وأنفُضَ عني غُباري. وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ... أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ... وداعا قريشٌ... وداعا كليبٌ... وداعا مُضَرْ...
8
أحاول رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ سريري بها ثابتٌ ورأسي بها ثابتٌ لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ... ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي. ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
9
أحاول منذ الطفولةِ فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ... ليستقبلَ العاشقينْ... وألغيتُ كل الحروب القديمةِ... بين الرجال...وبين النساءْ... وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ... وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ... ولكنهم...أغلقوا فندقي... وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ... وطُهْرِ العربْ... وإرثِ العربْ... فيا لَلعجبْ!!
10
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ? أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي وأسبحَ ضد مياه الزمنْ... وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا, وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ. أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ... وبين نُهور اللبنْ... وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي فلا قمرٌ في سماءِ أريحا... ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ... ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
11
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ... وأزرعَ نخلا... ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ... أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
12
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... خارجَ كلِ الطقوسْ... وخارج كل النصوصْ... وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... في أي منفى ذهبت إليه... لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري - بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
13
أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ تحدّث عن أنبياء العربْ. وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ... فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء... وبين الرُطَبْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ... لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي... وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ... فيا للعَجَبْ!!
14
أنا منذ خمسينَ عاما، أراقبُ حال العربْ. وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ... وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ... وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا ولا يهضمونْ...
15
أنا منذ خمسينَ عاما أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
16
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ. رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ... رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ... وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ... فقتلى على شاشة التلفزهْ... وجرحى على شاشة التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
17
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ نتابع أحداثهُ في المساءْ. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
18
أنا...بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!... | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:20 pm | |
| أطفال الحجارة
أطفال الحجارة بهرو الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة أضاءوا كالقناديل وجاءو كالبشارة قاومو وانفجروا واستشهدوا وبقينا دببا قطبية صفحة أجسادها ضد الحرارة الغاضبون يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فإنا نسينا علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا كيف تغدو دراجة الطفل لغماً وشريط الحرير يغدو كميناً كيف مصاصة الحليب إذا ما حاصروها تحولت سكيناً يا تلاميذ غزة لا تبالوا بإذاعتنا ولا تسمعونا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا نحن أهل الحساب والجمع والطرحِ فخوضوا حروبكم واتركونا إننا الهاربون من خدمه الجيشِ فهاتوا حبالكم واشنقونا نحن موتا لا يملكون ضريحاً ويتاما لا يملكون عيونا قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهراً قرونا يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرئونا علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا يا أحبائنا الصغار سلاما جعل الله يومكم يا ياسمينا من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتو جراحنا نسرينا هذه ثورة الدفاتر والحبر فقولوا على الشفاه لحونا أمطرونا بطولة وشموخاً واغسلونا من قبحنا اغسلونا واستعدوا لتقطفوا الزيتونا إن هذا العصر اليهودي وهما سوف ينهار لو ملكنا اليقينا | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:26 pm | |
| دكتوراه شرف في كيمياء الحجر
يرمي حجراً..
أو حجرينْ.
يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ
يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،
ويأتينا..
من غيرِ يدينْ..
في لحظاتٍ..
تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
في لحظاتٍ..
تظهرُ حيفا.
تظهرُ يافا.
تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ
تضيءُ القدسُ،
كمئذنةٍ بين الشفتينْ..
يرسمُ فرساً..
من ياقوتِ الفجرِ..
ويدخلُ..
كالإسكندرِ ذي القرنينِ.
يخلعُ أبوابَ التاريخِ،
وينهي عصرَ الحشّاشينَ،
ويقفلُ سوقَ القوَّادين،
ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،
ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،
عن الكتفينْ..
في لحظاتٍ..
تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،
يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..
يرسمُ أرضاً في طبريّا
يزرعُ فيها سنبلتينْ
يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،
يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،
وفنجانينْ..
وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،
ويولدُ وطنٌ في العينينْ
يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،
وقد يرمي قمرينْ..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كرّاسات الرسمِ
وفرشاةَ الألوانْ
تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."
وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.
يسقطُ ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولدُ آلافُ الصّبيانْ
يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلعُ قمرٌ من بيسانْ
يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،
يولدُ وطنٌ في العينين..
ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..
ويدخلُ في مملكةِ الماء.
يفتحُ نفقاً آخرَ.
يُبدعُ زمناً آخرَ.
يكتبُ نصاً آخرَ.
يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.
يقتلُ لغةً مستهلكةً
منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..
يفتحُ ثقباً في القاموسِ،
ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..
وموتَ قصائدنا العصماءْ..
يرمي حجراً.
يبدأ وجهُ فلسطينٍ
يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..
يرمي الحجرَ الثاني
تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ
يرمي الحجرَ الثالثَ
تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ
يرمي الحجر العاشرَ
حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..
ويظهرُ نورُ الفجرْ..
يرمي حجرَ الثورةِ
حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ
من فاشستِ العصرْ
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ
بيديهِ،
ويرميها في البحرْ..
تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:
أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟
أيُّ صبيٍّ؟
هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟
أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ
هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟
أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورقِ القرآنْ؟
يسألُ عنهُ العرَّافونَ.
ويسألُ عته الصوفيّونَ.
ويسألُ عنه البوذيّونَ.
ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،
ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.
من هوَ هذا الولدُ الطالعُ
مثلَ الخوخِ الأحمرِ..
من شجرِ النسيانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الطافشُ
من صورِ الأجدادِ..
ومن كذبِ الأحفادِ..
ومن سروالِ بني قحطانْ؟
من هوَ هذا الولدُ الباحثُ
عن أزهارِ الحبِّ..
وعنْ شمسِ الإنسانْ؟
من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..
كآلهةِ اليونانْ؟
يسألُ عنهُ المضطهدونَ..
ويسألُ عنهُ المقموعونَ.
ويسألُ عنه المنفيّونَ.
وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.
من هوَ هذا الآتي..
من أوجاعِ الشمعِ..
ومن كتبِ الرُّهبانْ؟
من هوَ هذا الولدُ
التبدأُ في عينيهِ..
بداياتُ الأكوانْ؟
من هوَ؟
هذا الولدُ الزّارعُ
قمحَ الثورةِ..
في كلِّ مكانْ؟
يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،
ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.
من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،
ومن سوسِ الكلماتْ؟
من هوَ؟
هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..
ومن لُغةِ الأمواتْ؟
تسألُ صحفُ العالمِ،
كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..
يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟
تسألُ صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،
حيفاويٌّ،
عكَّاويٌّ،
نابلسيٌّ،
يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،
ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟ | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:36 pm | |
| منشورات فدائية على
جدران اسرائيل
1
لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقونَ هنا..
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارةً من زهرْ
فهذهِ بلادُنا..
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ
مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها
مثلَ حشيشِ البحرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها
في قمحِها المُصفرّْ
مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها
باقونَ في آذارها
باقونَ في نيسانِها
باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها
ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..
وفي الوصايا العشرْ..
2
لا تسكروا بالنصرْ…
إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو
وإن سحقتُم وردةً..
فسوفَ يبقى العِطرْ
3
لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ
فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ
فوقَ صحاري مصرْ…
4
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ
5
من قصبِ الغاباتْ
نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ
من السطورِ والآياتْ…
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ
ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ
من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ
6
لن تستريحوا معنا..
كلُّ قتيلٍ عندنا
يموتُ آلافاً من المراتْ…
7
إنتبهوا.. إنتبهوا…
أعمدةُ النورِ لها أظافرْ
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…
أو لفتةٍ.. أو خصرْ
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..
وخصلةٍ من شعرْ..
8
يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ
9
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ
من بابِ كلِّ جامعٍ..
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ
10
إنتظرونا دائماً..
في كلِّ ما لا يُنتظَرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ
يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
11
لقد سرقتمْ وطناً..
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا
فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ
وتنصبونَ مأتماً..
إذا خطفنا طائرهْ
12
تذكروا.. تذكروا دائماً
بأنَّ أمريكا – على شأنها –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ
قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:38 pm | |
| 13
ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..
كالنقشِ في الرخامْ..
باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ
باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ
باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ
باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ
باقونَ في شعر امرئ القيس..
وفي شعر أبي تمّامْ..
باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ..
14
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"
15
ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ
وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..
16
للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ
وهؤلاءِ كلّهمْ..
تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ
في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ
تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ
وهؤلاءِ كلّهم..
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..
17
..وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجونْ
وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ
وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ
وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ
وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ
بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..
18
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ
ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ
باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ
باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ
في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ
باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ
باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ
باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ
باقونَ في عطرِ المناديلِ..
في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ
باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ
باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ
بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ
باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ
باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ
باقونَ في الصليبْ..
باقونَ في الهلالْ..
في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ
باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ
باقونَ في الدموعْ..
باقونَ في الآمالْ
19
تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ
با ويلكمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القمقمِ يطلعونْ..
20
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ
لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ
فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..
21
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..
يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..
22
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
23
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ
تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ
وانتقلت (هانوي) من مكانها..
وانتقلتْ فيتنامْ..
24
حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..
ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا
تغيّروا..
تغيّروا
25
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ
أهطلُ كالسحابْ
أطلعُ كلَّ ليلةٍ..
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ
أطلعُ من صوتِ أبي..
من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ
ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ
أفتحُ بابَ منزلي.
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ
لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ
26
محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويهْ
سلامُكم ممزَّقٌ..
وبيتُكم مطوَّقٌ
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
27
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ
من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ
من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ
من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ
نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ..
في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء.. | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:42 pm | |
| شعراء الأرض المحتلة
1
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
يا مَن أوراقُ دفاتركمْ
بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ
يا مَن نبراتُ حناجركمْ
تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ
يا مَن ألوانُ محابركمْ
تبدو كرقابِ المذبوحينْ
نتعلّم منكم منذُ سنينْ
نحنُ الشعراءَ المهزومينْ
نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ، وعن أحزانِ المحزونينْ
نتعلّمُ منكمْ ..
كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ .
2
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ
يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ
يا حزناً شفّافَ العينين، نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ
يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ
يا مطراً يسقطُ .. رغمَ الظلمِ ، ورغمَ القهرْ
نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ
نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ
نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..
فلدينا .. قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..
الشعرُ لدينا درويشٌ ..
يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ
والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..
الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ
يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ، ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ
الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ ..
وما أشقى خصيانَ الفكرْ ...
3
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ
يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ ..
يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ
ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟
عن أدبِ النكسةِ ، شعرِ النكسةِ ، يا أحبابْ ..
ما زلنا منذُ حزيران .. نحنُ الكُتّابْ
نتمطّى فوقَ وسائدنا ..
نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ
يطأُ الإرهابُ جماجمَنا
ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ
نركبُ أحصنةً من خشبٍ
ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ ..
ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ
نحنُ الضعفاءُ ، وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ
نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ
نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
ما عادَ لأعصابي أعصابْ
حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ
وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ
ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟
4
محمودَ الدرويش .. سلاما
توفيقَ الزيّاد .. سلاما
يا فدوى طوقان .. سلاما
يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما ..
نتعلّمُ منكم ، كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما ..
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ..
ما زالَ دراويشُ الكلمهْ
في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما ..
يحسونَ الشايَ الأخضرَ .. يجترّونَ الأحلاما ..
لو أنَّ الشعراءَ لدينا ..
يقفونَ أمامَ قصائدكمْ ..
لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما .. | |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:47 pm | |
| جريمة شرف أمام المحاكم العربية
1
... وفقدتَ يا وطني البكارهْ
لم يكترثْ أحدٌ ..
وسُجّلتِ الجريمةُ ضدَّ مجهولٍ ،
وأُرخيتِ السّتارهْ
نسيتْ قبائلُنا أظافرَها ،
تشابهتِ الأنوثةُ والذكورةُ في وظائفِها ،
تحوّلتِ الخيولُ إلى حجارهْ ..
لم تبقَ للأمواسِ فائدةٌ ..
ولا للقتلِ فائدةٌ ..
فإنَّ اللحمَ قد فقدَ الإثارهْ ..
2
دخلوا علينا ..
كانَ عنترةُ يبيعُ حصانهُ بلفافتَيْ تبغٍ ،
وقمصانٍ مشجَّرةٍ ،
ومعجونٍ جديدٍ للحلاقةِ ،
كانَ عنترةُ يبيعُ الجاهليّهْ ..
دخلوا علينا ..
كانَ إخوانُ القتيلةِ يشربونَ (الجِنَّ) بالليمونِ ،
يصطافونَ في لُبنانَ ،
يرتاحونَ في أسوانَ ،
يبتاعونَ من (خانِ الخليليِّ) الخواتمَ ..
والأساورَ ..
والعيونَ الفاطميّهْ ..
3
ما زالَ يكتبُ شعرهُ العُذريَّ ، قَيسٌ
واليهودُ تسرّبوا لفراشِ ليلى العامريّهْ
حتى كلابُ الحيِّ لم تنبحْ ..
ولم تُطلَقْ على الزاني رصاصةُ بندقيّهْ
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !
ونحنُ ضاجعنا الغزاةَ ثلاثَ مرّاتٍ ..
وضيّعنا العفافَ ثلاثَ مرّاتٍ ..
وشيّعنا المروءةَ بالمراسمِ ، والطقوسِ العسكريّهْ
" لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ " !
ونحنُ غيّرنا شهادَتنا ..
وأنكرنا علاقَتنا ..
وأحرقنا ملفّاتِ القضيّهْ ..
4
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..
وعُمّالُ النظافةِ يجمعونَ أصابعَ الموتى ،
وألعابَ الصّغارْ
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ..
وذاكرةُ المدائنِ ،
مثلُ ذاكرةِ البغايا والبحارْ
الشمسُ تشرقُ مرّةً أخرى ،
وتمتلئُ المقاهي مرّةً أخرى ،
ويحتدمُ الحوارْ
- إنَّ الجريمةَ عاطفيّهْ
- إنَّ النساءَ جميعهنَّ مغامِراتٌ ، والشريعةُ
عندنا ضدَّ الضحيّهْ ..
- يا سادتي : إنَّ المخطّطَ كلَّهُ من صنعِ أمريكا،
وبترولُ الخليجِ هو الأساسُ ، وكلُّ ما يبقى
أمورٌ جانبيّهْ
- ملعونةٌ أمُّ السياسةِ .. نحنُ نحبُّ أزنافورَ ،
والوسكيَّ بالثلجِ المكسّرِ ، والعطورَ الأجنبيّهْ
- إنَّ النساءَ بنصفِ عقلٍ ، والشريعةُ عندَنا ضدَّ الضحيّهْ
5
العالمُ العربيُّ ، يبلعُ حبّةَ (البثِّ المباشرْ) ..
(يا عيني عالصبر يا عيني عليهْ)
والعالمُ العربيُّ يضحكُ لليهودِ القادمينَ إليه
من تحتِ الأظافرْ ..
6
يأتي حزيرانُ ويذهبُ ..
والفرزدقُ يغرزُ السكّينَ في رئتَيْ جريرْ
والعالمُ العربيُّ شطرنجٌ ..
وأحجارٌ مبعثرةٌ ..
وأوراقٌ تطيرْ ..
والخيلُ عطشى ،
والقبائلُ تُستجارُ ، فلا تُجيرْ ..
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنهُ في السّاعةَ الأولى وخمس دقائق ،
شربَ اليهودُ الشايَ في بيروتَ ، وارتاحوا قليلاً في فنادقها ،
وعادوا للمراكبِ سالمينْ)
- لا شيءَ مثلَ (الجنِّ) بالليمونِ .. في زمنِ الحروبِ
- 0000000000000000000000000000000000000000000
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ أنّهم طافوا بأسواقِ المدينة ،
واشتروا صُحفاً وتفّاحاً ، وكانوا يرقصونَ الجيركَ في حقدٍ ،
ويغتالونَ كلَّ الراقصينْ)
- إنَّ السّويدياتِ أحسنُ من يمارسنَ الهوى
- والجنسُ في استوكهولمَ يُشربُ كالنبيذِ على الموائدْ ..
- الجنسُ يُقرأُ في السّويدِ مع الجرائدْ
(الناطقُ الرسميُّ يعلنُ في بلاغٍ لاحقٍ ،
أنَّ اليهودَ تزوّجوا زوجاتِنا ، ومضوا بهنَّ .. فبالرفاهِ وبالبنينْ)
7
العالمُ العربيُّ غانيةٌ ..
تنامُ على وسادةِ ياسمينْ
فالحربُ من تقديرِ ربِّ العالمينْ
والسّلمُ من تقديرِ ربِّ العالمين ْ
8
قرّرتُ يا وطني اغتيالَكَ بالسفَرْ
وحجزتُ تذكرتي ،
وودّعتُ السّنابلَ ، والجداولَ ، والشَّجرْ
وأخذتُ في جيبي تصاويرَ الحقولِ ،
أخذتُ إمضاءَ القمرْ
وأخذتُ وجهَ حبيبتي
وأخذتُ رائحةَ المطرْ ..
قلبي عليكَ .. وأنتَ يا وطني تنامُ على حَجَرْ
9
يا أيّها الوطنُ المسافرُ ..
في الخطابةِ ، والقصائدِ ، والنصوصِ المسرحيّهْ
يا أيّها الوطنُ المصوَّرُ ..
في بطاقاتِ السّياحةِ ، والخرائطِ ، والأغاني المدرسيّهْ
يا أيّها الوطنُ المحاصَرُ ..
بينَ أسنانِ الخلافةِ ، والوراثةِ ، والأمارهْ
وجميعِ أسماءِ التعجّبِ والإشارهْ
يا أيّها الوطنُ ، الذي شعراؤهُ
يضَعونَ - كي يُرضوا السّلاطينَ -
الرموشَ المستعارهْ ..
10
يا سيّدي الجمهورَ .. إنّي مستقيلْ
إنَّ الروايةَ لا تُناسبني ، وأثوابي مرقّعةٌ ،
ودَوري مستحيلْ ..
لم يبقَ للإخراجِ فائدةٌ ..
ولا لمكبّراتِ الصوتِ فائدةٌ ..
ولا للشّعرِ فائدةٌ ، وأوزانِ الخليلْ
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني ..
إذا ضيّعتُ ذاكرتي ، وضيّعتُ الكتابةَ والأصابعْ
ونسيتُ أسماءَ الشوارعْ ..
إني قتلتُكَ ، أيّها الوطنُ الممدّدُ ..
فوقَ أختامِ البريدِ .. وفوقَ أوراقِ الطوابعْ ..
وذبحتُ خيلي المُضرباتِ عن الصهيلْ
إنّي قتلتُكَ .. واكتشفتُ بأنني كنتُ القتيلْ
يا سيّدي الجمهورَ .. سامحني
فدَورُ مهرّجِ السّلطانِ .. دَورٌ مستحيلْ
| |
|
| |
H.A ســفـيـر النوايا الحسنة
عدد الرسائل : 1296 العمر : 37 الموقع : https://shere26queen.own0.com العمل/الترفيه : الغلاسة ع الاصحاب المزاج : الرخامة ع الناس النوع : ذكر نقاط : 123217 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: نوع موبايلك: النوع:
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- الجمعة يناير 09, 2009 2:52 pm | |
| حوار مع أعرابي أضاع فرسه
1
لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ
لطلبتُ إليها أن تتوقّف عن تفريخِ ملايينِ الشعراءْ
وتحرِّر هذا الشّعب الطيّبَ من سيفِ الكلماتْ
ما زلنا منذُ القرنِ السّابعِ ، نأكلُ أليافَ الكلماتْ
نتزحلقُ في صمغِ الرّاءاتْ
نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ
وننامُ على هجوِ جريرٍ
ونفيقُ على دمعِ الخنساءْ
ما زلنا منذ القرنِ السابعِ .. خارجَ خارطةِ الأشياءْ
نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ .. يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ
ليفرِّجَ عنّا كربتَنا .. ويردَّ طوابيرَ الأعداءْ ..
ما زلنا نقضمُ كالفئرانِ .. مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ
نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ) ونقرأُ (أخبارَ الندماءْ)
ونكاتَ جُحا ..
و (رجوعَ الشيخِ) ..
وقصّةَ (داحسَ والغبراءْ) ..
يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي
الكلمةُ كانتْ عصفوراً ..
وجعلنا منها سوقَ بغاءْ ..
2
لو كانتْ نَجدٌ تسمعُني
والربعُ الخالي يسمعني
لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرِ سوقَ عُكاظْ
وشنقتُ جميعَ النجّارينَ .. وكلَّ بياطرةِ الألفاظْ
ما زلنا منذُ ولادتِنا ..
تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ
لو أُعطى السّلطةَ في وطني
لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ
وقطعتُ أصابعَ من صبغوا .. بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ
وجلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ .. أو صحنِ حساءْ
وجلدتُ الهمزةَ في لغتي .. وجلدتُ الياءْ
وذبحتُ السّينَ .. وسوفَ .. وتاءَ التأنيثِ البلهاءْ
والزخرفَ والخطَّ الكوفيَّ ، وكلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ
وكنستُ غبارَ فصاحَتنا ..
وجميعَ قصائدنا العصماءْ ..
يا بلدي ..
كيفَ تموتُ الخيلُ .. ولا يبقى إلا الشعراءْ ؟
3
لو أُعطى السُّلطة في وطني
أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا
وقصصتُ لسانَ مغنّينا
وفقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكِ من أحزانِ ليالينا
وكسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ ..
وأرحتُكَ يا ليلَ بلادي ..
من هذا الوحشِ الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ ..
4
يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي
لو تنشفُ آبارُ البترولِ .. ويبقى الماءْ
لو يُخصى كل المنحرفينَ .. وكلُّ سماسرةِ الأثداءْ
لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ .. من الغرفِ الحمراءْ
وتصيرُ يواقيتُ التيجانِ .. نعالاً في أقدامِ الفقراءْ ..
أو أملكُ كرباجاً بيدي ..
جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ
ونزعتُ جميعَ خواتمهمْ
ومحوتُ طلاءَ أظافرهمْ
وسحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ .. والسّاعاتِ الذهبيّهْ
وأعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ
وأعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ
وأعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ
5
لو يكتُبُ في يافا الليمونُ .. لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ
لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ..
تُعطينا بعضَ رسائلِها ..
لاحترقَ القارئُ والصفحاتْ ..
لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ ..
لاختنقت في فمها الصلواتْ
لو أنَّ .. وما تُجدي (لو أنَّ) .. ونحنُ نسافرُ في المأساةْ
ونمدُّ الأرضَ المحتلّهْ .. حبْلاً شعريَّ الكلماتْ
ونمدُّ ليافا منديلاً طُرِّزَ بالدمعِ .. وبالدعواتْ
يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي
ذبحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ
| |
|
| |
ranse أحلى بنوتة فى المنتدى
عدد الرسائل : 1629 العمر : 36 الموقع : https://shere26queen.own0.com/forum العمل/الترفيه : رئيسه جمهوريه نفسى النوع : 0 نقاط : 125423 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 25/07/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: لو لم يتبقى لنا سوى لحظه واحده فى العالم فلنجعلها اذن اسعد اللحظات ..فربما تضيع آمالنا ..وربما تتحطم احلامنا ..لكننا سنجد غيرها!!!!!! نوع موبايلك: النوع:
| |
| |
magicano عضو مميز جدا
عدد الرسائل : 275 العمر : 36 الموقع : www.dl4all.com العمل/الترفيه : بدور لسه المزاج : so bad all the time النوع : 0 نقاط : 119617 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/08/2008
بطاقة الشخصية حكمتك المفضلة: لا تنظر للماضي واهتم بما لا تنساه نوع موبايلك: 2310 النوع: انثى\ذكر
| موضوع: رد: من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- السبت يناير 24, 2009 7:07 pm | |
| القصيدة دي جميلة جدا بتوضح قد ايه ان العرب مجرد كلمة مش اكتر ومفيش اي انفعال او تاثر بما يحدث من اي عدو يود الاحتلال او القضاء علينا | |
|
| |
| من قصائد نزار قباني-شاعر الحب و التمرد- | |
|